رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تناولت كثير من الأفلام المصرية القديمة والحديثة، العلاقة بين الرجل والمرأة، وصورت العلاقة بينهما على أنه "صراع أبدي" لإثبات الذات، أو إثبات الوجود على حساب الطرف الآخر، وما صورته أفلام السينما لم يكن غريبا عن الواقع، أو مبالغة منها في "الصراع" أو التنافس" على من يكون له الغلبة في النهاية، رغم أن الحقيقة أثبتت أن من يخرج عن دوره الطبيعي كرجل أو امرأة، لا يكون ذلك في صالح الأسرة ولا المجتمع، وكم من أسر تفككت بسبب ذلك التنافس أو الصراع "غير المبرر"، والذي يرى علماء الاجتماع أن مرده وسببه هو "التربية المغروسة" في نفوس البنات أو الأولاد، أو انتشار أفكار "إثبات الذات" للبنت على حساب "بناء" المؤسسة الزوجية، وإذا كان بعض الأفلام الكلاسيكية القديمة تبنت وجهة نظر "نبل" الرجل و"جنتلته" في مواجهة "تسلط" الزوجة، وإرادة فرض سيطرتها على البيت.

 رأينا ذلك في نموذج الحوار بفيلم "ابن حميدو"، عندما تصرخ "تفيدة" في وجه "المعلم حنفي" وتقول بصوت عالٍ و"شخط": "حنفي".. فيرد عليها سريعا ويقول: "تنزل المرة دي".. فإن السينما المصرية والعربية الحديثة، ربما أرادت أن توازن في تناولها لـ "العلاقة" بين الزوجين ولا تغضب "المرأة"، فأنتجت أفلاما بينت من خلالها "القهر" و"القسوة" التي يتعامل بها بعض الرجال مع زوجاتهم، وهذه الأفلام لها مقال آخر سيأتي لاحقا.. لأننا نتحدث عن أفلام أظهرت الرجل بمظهر "النبل" و"الجنتلة" و"الصبر" على أفعال الزوجة، لتأتي لنهاية الفيلم ويكون "النصر" من نصيب الرجل، و"الفرحة" أو "الزغرودة" من نصيب الزوجة!!

 من الأفلام "الخالدة" في السينما المصرية، التي لا يمل الكثيرون من مشاهدتها، وهي ذات صبغة كوميدية، ترصد قضايا المجتمع وتناقشها في هذا القالب المحبب إلى الجميع، أو بالتعبير الأدبي أو الصحفي القالب الساخر، نجد أربعة أفلام كوميدية، منها فيلمان تم عرضهما في عام 1957م للفنان إسماعيل ياسين، الأول: فيلم "ابن حميدو" بمشاركة الفنان أحمد رمزي والفنانة هند رستم "عزيزة"، وعبد الفتاح القصري "الريس حنفي"، والفنانة سعاد أحمد "تفيدة"، وزينات صدقي "حميدة"، وتوفيق الدقن "الباز أفندي"، والثاني: فيلم "إسماعيل ياسين في الأسطول"، بمشاركة الفنان أحمد رمزي أيضا، والفنانة زهرة العلا "نادية"، وعبد الوارث عسر "المعلم حنفي" والد نادية، وزينات صدقي "والدة نادية"، ومحمود المليجي "المعلم عباس الزفر"، ثم يأتي فيلم "إشاعة حب" الذي أنتج في عام 1960م للفنان عمر الشريف "المهندس حسين"، والفنانة سعاد حسني "سميحة"، والفنان يوسف وهبي "عبد القادر النشاشجي" والد سميحة، والسيدة إحسان شريف "بهيجة" والدتها، وجمال رمسيس "لوسي"، يأتي بعد ذلك الفيلم الذي عرض في عام 1973م، وهو فيلم للفنان عادل إمام "مجدي" بعنوان "البحث عن فضيحة"، بمشاركة الفنانة ميرفت أمين "حنان"، والفنان يوسف وهبي "فتحي" والد حنان، وميمي شكيب "والدة حنان"، وناجي أنجلو "ريكو" ابن خالة حنان.

على هامش قصص الحب بين الأبناء، امتازت هذه الأفلام الأربعة بوجود "سجالات كلامية" بين الأب وزوجته، أو قل صراعا "محببا" للمشاهد، بسبب وقوف كل منهما على طرفي نقيض من اختيار الآخر زوجا لابنتهما، ففي فيلم "إسماعيل ياسين في الأسطول" يريد المعلم حنفي تزويج ابنته "نادية" من ابن أخيه "رجب" إسماعيل ياسين، بينما تصر والدتها على تزويجها من "عباس الزفر" محمود المليجي، ليكون القول الفصل والنهائي للمعلم "حنفي" عبد الوارث عسر، وتسعد زوجته بعد ضربها بالقلم على وجهها لتسمع كلام زوجها، واستعادة زوجها لـ "رجولته" ولـ "كلمته" في البيت.. انسحب ذلك على الأفلام الثلاثة الأخرى، ففي فيلمي "إشاعة حب" و"البحث عن فضيحة"، يظهر الفنان يوسف وهبي بمظهر الزوج المغلوب على أمره سواء من زوجته "بهيجة" في الفيلم الأول، أو من زوجته ميمي شكيب في الفيلم الثاني، ولكن في النهاية ينتصر كل من "عبد القادر النشاشجي" و"فتحي"، وتتزوج الابنة ممن "تريده" أو من يريده "قلبها" والمؤيد من والدها، بعيدا عن "لوسي" و"ريكو" ابني خالتيهما واللذين يفتقدان للرجولة، على عكس "حسين" عمر الشريف، و"مجدي" عادل إمام.

  أما في فيلم "ابن حميدو" فعندما تصر زوجة المعلم "حنفي" وهو هنا الفنان عبد الفتاح القصري، على إنزال كلمة زوجها كما في كل مرة، يكون إصرار زوجها "المعلم حنفي" أشد وأقوى، فتنصاع لرأيه ولكلمته وتقوم بإطلاق زغرودة انتصار للمعلم حنفي عليها!!.. ولا عزاء لكل من "الباز أفندي" و"المعلم عباس الزفر"، و "لوسي" و"ريكو".. ما دام لرجل البيت كلمته النافذة ولو جاءت بعد حين..