عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

أتفق مع اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، في ترخيص التوك توك وأنا كاره له، أي للتوك توك، هذه المركبة الفقرية "من الفقر" وهذا اللفظ سمعته في لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب سابقاً عندما دخل التوك توك إلي مصر متسللاً ليلاً بدون استئذان في إطار صفقة لبعض الموعودين بالثراء وما أكثرهم كان في هذه الفترة، كرهي للتوك توك شديد وغضبي من سائقيه أشد، فهم شباب في صور أبالسة وقطاعين طرق، ونصابين، ومسجلين خطر، وضاربين استروكس وكافة أنواع المخدرات، واللي عاوز يشوف جرائم سائقي التوك توك ينزل إلي المناطق الشعبية أو يقرأ الصحف، وحتي لا أكون متجنياً علي هذه الطائفة بالكامل، فهناك قلة تريد أن "تاكل عيش" من خلال قيادة هذه المحروق التوك توك.

ولكن التوك توك، أصبح أمرا واقعا، وتكاثر، وفاقت أعداده الثلاثة ملايين مركبة تجري في كل الاتجاهات في جميع المحافظات، رغم أنف القانون، وربما ذلك كان وراء تفكير الحكومة في ترخيصه لوضعه تحت السيطرة، وتخفيف معاناة الشارع من فوضي استخدامه، كما أن هناك رغبة في تحديد خط سيره وقصره علي المناطق غير المخططة وتحديد مسئولية السائق والمالك وشروط القيادة وإدخال التوك توك في الاقتصاد الرسمي، وتحصيل حق الدولة من رخص وخلافه، والأهم هو السيطرة الأمنية علي هذه المركبة ومنع استغلالها في جرائم قتل أو تحرش.

هذا من ناحية الترخيص لوقف الحيل الشيطانية التي صاحبت دخول التوك توك، بعد فشل كل الأجهزة في وقف مراوغات من يساندون تكاثره، وحتي بعد وقف استيراده كمركبة، وقصر الاستيراد علي قطع الغيار فقط، تم تجميعه في مصر، وأصبح تسير في الشوارع أشكال وألوان متنافرة من التكاتك.

أما من ناحية انه يحل مشكلة البطالة، فأنا أختلف مع من يؤيدون ذلك، حيث تردد أن حوالي 6 ملايين يعملون علي التوك توك، فهذا كلام مردود عليه ،لأن التوك توك ضرب المهن والحرف الأخري، وخطف الأيدي العاملة كالسباكة والحدادة وعمال البناء وعمال المصانع وأصبح أصحاب هذه الحرف سائقي توك توك، لأنها مهنة سهلة، يكفي أن يركب السائق داخل التابوت، ويشغل الكاسيت بصوت عال، ويدور في الشوارع إن لم يجد زبائن، يتفرغ لمعاكسة الستات!!

ارحمونا من التوك توك، وشوفوا له حل،  يريحنا من صداعه، وأنا مع اللواء «شعراوي» في كتابه الدوري الذي أرسله لجميع المحافظين يطالبهم فيه بتذليل معوقات تراخيص التوك توك وتحديد خطوط سيره، ولكني أخشي أن يندم وزير التنمية المحلية في يوم من الأيام علي انه صاحب قرار الاعتراف بهذا الكائن الغريب الذي أصدره علي مسئوليته الشخصية.