رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

عندما شاعت- وكثرت- عندنا التجمعات السكنية للقادرين.. قالوا إن من أهم أسبابها« البحث عن الأمن والأمان داخلها» بسبب فرق وأجهزة الأمن الخاصة التي تدبرها هذه القرى للمقيمين فيها.. وأيضا بسبب الأسوار التي تحيط بها، ونظم الدخول والخروج.. أي أن السكان هناك يشعرون بالأمان داخلها.. وربما أيضا- إبعاد المتطفلين عن مراقبة المقيمين.. حتي أنني أصفها- ومن زمان- بأنها تماماً مثل «المستوطنات أو المستعمرات اليهودية» التي كان يسكنها اليهود في مصر أو غير مصر.. أي هي للحماية.. وهو أسلوب قديم عرفته المدن المصرية فيما كان يجري داخل حارات المدن، إذ كانت كل حارة تبني أبواباً تغلق بعد صلاة العشاء بهدف تأمين سكانها.. حتي أن مدينة القاهرة كانت لها عدة أبواب للسيطرة والتأمين.. وظلت هذه الأبواب من مميزات القاهرة مثلاً.. إلى أن دمرت قوات الاحتلال الفرنسية- أيام بونابرت وخليفتيه كليبر ومينو- الكثير من هذه الأبواب بسبب تحصن المصريين خلفها خلال ثورتي القاهرة الأولى والثانية.. وقام محمد علي بهدم باقي الأبواب.. رغم أن المصريين أقاموها لحماية أنفسهم من جنود الوالي والمماليك الذين كانوا يقومون بالغزوات والاستيلاء على ممتلكات الأهالي.

< المهم="" أن="" سكان="" هذه="" التجمعات="" أو="" الكومباوندات="" لجأوا="" واندفعوا="" إلى="" شرائها..="" طلباً="" لما="" توفره="" لهم="" من="" أمن="">

ولكننا فوجئنا- في الشهور الأخيرة- بالعديد من جرائم القتل والسرقة ومازلنا نتذكر سيدة البنوك التي راحت ضحية في واحد من أشهر هذه التجمعات.. وتعددت الجرائم، إما من خارج هذه التجمعات.. أو حتي من سكانها.. وشهدنا في الفترة الأخيرة موجات من هذه الجرائم.. فهل يا ترى فقدت هذه المناطق أهم ما كانت تتميز به.. وهو توفيرها الأمن والأمان. وهل اعتمدت الشرطة على نظم الأمن «الخاصة» التي توفرها الشركات التي أقامتها.. طيب.. وماذا عن تلك التجمعات التي نالت شهرة كبيرة وارتفعت أسعارها إلى ما لا يصدق.. مثل الرحاب والشروق وغيرهما..

< وإذا="" كان="" الطلب="" على="" شراء="" الشقق="" والفيلات="" قد="" زاد="" خلال="" توتر="" الظروف="" الأمنية="" عقب="" ثورة="" 25="" يناير="" وما="" بعدها="" حتى="" أن="" البعض="" لجأ="" إلي="" إقامة="" أبواب="" حديدية="" أو="" مصفحة="" لمداخل="" مساكنهم="" بعد="" أن="" اختل="" الأمن="" أيامها..="" فهل="" فقدت="" هذه="" التجمعات="" الميزة="" الأساسية="" التي="" جذبت="" الناس="" للإقامة="">

ولكن- وبكل الصدق- نعترف بأن هذه التجمعات توفر نوعاً من الأمن لم يعد موجوداً في المدن نفسها.. ربما بسبب العمليات الإرهابية التي شاعت في فترة الخلل الأمني السابق.

< ونقارن="" بين="" التجمعات="" السكنية="" للصفوة="" المصرية="" زمان="" عندما="" سكنت="" في="" جاردن="" سيتي="" والزمالك..="" ثم="" في="" المهندسين="" ومصر="">

ورغم كل ذلك مازال المصري يبحث عن الأمان بالذات عندما تتأخر الشرطة عن التواجد.. أو تجئ متأخرة.. بعد أن تكون الجريمة.. قد وقعت!!

عباس الطرابيلي