رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

المؤسسات الأمريكية في حالة ارتباك وترقب، بسبب السلوكيات غير المعتادة للرئيس دونالد ترامب، الذي يحركه مزاج متقلب لا يستطيع كل من حوله استيعابه، كونه ـ حتى الآن ـ غير مدرك أنه على رأس الهرم السياسي لأكبر وأقوى دول العالم.

غالبية الأمريكيين أصبحوا على قناعة كاملة بعدم ثقتهم في القدرات القيادية والسيكولوجية للرئيس «المعتوه غير المؤهل»، ويصفون تصرفاته بأنها أقرب إلى تصرفات «طفلٍ لم يتجاوز الصف الخامس أو السادس الدراسي».

ربما يرى الكثيرون أن الأسس التي بنى عليها الرئيس الأمريكي إمبراطوريته، وأبرزها الابتزاز والبلطجة والتهديد، ومعاركه التي لا تنتهي مع الجميع، لن تنقذه من الأزمات التي يواجهها في الوقت الراهن، وأن نهايته أصبحت وشيكة!

منذ خوض دونالد ترامب الانتخابات، وحتى دخوله البيت الأبيض في يناير 2017، وكرسي الرئاسة في مهب الريح، بسبب الفضائح التي تلاحقه وتهدد منصبه في كل لحظة، حتى صار عبئًا ثقيلًا على القوى التي جاءت به إلى سدة الحكم.

ورغم الفضائح التي طالما عهدها المكتب البيضاوي على مدى تاريخ الولايات المتحدة، إلا أن ترامب لن يستطيع الصمود، وباتت أيامه معدودة، خصوصًا بعد تزايد احتمالات عزله، على خلفية توجيه تهم بالاحتيال وانتهاك قانون تمويل الحملات الانتخابية.

الجميع تقريبًا تخلى عن الرئيس، خصوصًا بعد أن قام باستعداء الإعلام بشكل سافر لم يسبق له مثيل، حتى أن مئات الصحف الأمريكية شنت قبل شهر حملة منسقة للدفاع عن حرية الصحافة، ردًا على وصف ترامب بعض المؤسسات الإعلامية بأنها عدو الشعب الأمريكي.

الآن.. قبل أسابيع قليلة من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وتزايد المناهضين له في الداخل والخارج «الحلفاء والخصوم معًا»، نتصور أن عزل ترامب أصبح أمرًا واردًا إن لم يكن حتميًا، أكثر من أي وقت مضى.

نتوقع أن الرئيس لن يصمد كثيرًا أمام تلك الفضائح التي تتوالى تباعًا، بدءًا من كتاب «نار وغضب» لمايكل وولف، مرورًا بإصدار «الخوف.. ترامب في البيت الأبيض» لبوب وودورد، وليس انتهاءً بـ«الكشف الكامل» عن علاقته بالممثلة الإباحية ستورمي دانيلز.

إن التوابع التي أحدثها زلزال «الخوف»، هزت أركان البيت الأبيض، خصوصًا أن مؤلف الكتاب «الصحفي الأمريكي المخضرم بوب وودورد»، هو أحد مفجري فضيحة «ووترجيت» التى أطاحت بالرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون.

هذا الكتاب يكشف «الحياة المروعة» داخل البيت الأبيض، حيث لا يتوانَ طاقم الرئيس من التدخل في كل لحظة لإخماد حرائق قد تنشب، بسبب قرارات متسرعة غير عقلانية أو مدروسة، وحماقات يرتكبها ترامب كرئيس جاهل وغير أمين.

المؤسف، هو تلك التسريبات «المنحطة والسافلة» للرئيس الأمريكي، التي تتعلق بطريقة تعامله وحديثه وانطباعاته عن بعض القادة العرب، الذين ما زالوا يعقدون الآمال عليه، رغم شرعيته التي تتآكل، وتعمده فضحهم والإساءة لهم، والنظر إليهم كعبيد خانعين.. فاقدين للشرعية أو الأهلية!

حتى الآن.. وربما إلى أن تتضح الصورة، للتأكد من استمرار الرئيس الأمريكي في منصبه أو عزله، لن نسمع تعليقًا أو تعقيبًا من تلك الزعامات العربية التي طالتها بذاءات وابتزازات ترامب، انتظارًا لما سيؤول إليه مصيره، على أمل الاستمرار في مستنقع الإذعان داخل بيت الطاعة الأمريكي!

[email protected]