عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

 

 

 

ما زال الحديث مستمراً عن المساجد الأثرية، ونتناول اليوم، مسجد جلال الدين السيوطى. ويقع وسط وكالات أسيوط الأثرية بمنطقة القيسارية. على بعد خطوات من ميدان المجذوب بمدينة أسيوط، ترى مئذنة خضراء كبيرة يحوطها عدد كبير من الأبنية القديمة والمتهالكة، يتوافد عليه الآلاف من الطرق الصوفية خلال شهر أغسطس للاحتفال بمولده.

ويتميز الطراز المعمارى للمسجد بقبة معقودة على مكان الوضوء، تحملها ثمانية أعمدة رخامية مكتوب بدوائرها آيات قرآنية وبداخله مقام الشيخ الجليل.

ويعد المسجد من أكثر المساجد تناسقاً وانسجاماً وبين ضخامة البناء وجلال الهندسة ودقة الصناعة وتنوع الزخرف يجمع كل الفنون المعمارية والهندسية، فصار قبلة أهالى المحافظة، وفى حديثنا عن عراقة وأصولية المسجد فحدث ولا حرج، فعهد بناء المسجد يرجع إلى عام 766 هجرية، وينتسب للإمام والشيخ الجليل والعارف بالله جلال الدين السيوطى الذى ولد سنة 849هـ وتوفى 911هـ وحفظ القرآن كاملاً فى سن الثامنة، وأتقن علوم القرآن والتفسير.

وينتسب الشيخ الجليل لأسرة عرفت بالعلم والتدين. وعن رصيده الأدبى والدينى نذكر أنه ألف عدداً كبيراً من الكتب بلغت 600 مصنف فى التفسير والفقه والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والأدب فأثرى بها العلم فى مختلف فروعه.

ولد الشيخ الجليل فى غرة شهر رجب من سنة 849هـ، الموافق سبتمبر من عام 1445م بالقاهرة، واتجه السيوطى إلى حفظ القرآن، وأتم حفظه وهو دون الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب فى تلك السن المبكرة، مثل العمدة ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك فاتسعت مداركه وزادت معارفه ثم رحل أبوه من أسيوط لدراسة العلم، وكان أبوه أحد العلماء الصالحين أصحاب المكانة العلمية الرفيعة جعلت بعض أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يديه.

ويحمل المسجد العديد من المعانى بالنسبة لأهل المحافظة ويمثل الكثير والكثير لأبناء المحافظة فيعد وجهة علمية وسياحية ومقصداً للكثير من أبناء المحافظة ومتجه عديد من المحتاجين والفقراء فى محيط المسجد، يقيم محبو الشيخ مولداً سنوياً للشيخ الجليل، وفى يوم المولد يأتى أتباع الطرق الصوفية من كل مكان ويتم إحياء الليلة الختامية بالابتهالات والتواشيح الدينية ويشارك فيها عدد من المشايخ والمشاهير وتقام كثير من الفعاليات.

ويذكر المؤرخون أن الإمام السيوطى سافر وتجول فى بلاد كثيرة من الحجاز للشام لليمن للمغرب مسجلاً ومؤرخاً لمشاهداته هناك حتى إنه وصل للهند لتحصيل العلم ودراسة الحديث قبل أن يتفرغ للعبادة وتأليف الكتب فى سن الأربعين.

ألا يستحق هذا المسجد أن يكون مزاراً سياحياً يأتى إليه الناس من كل مكان سواء من الداخل أو الخارج.