رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

توجه بعض مصابي الكُلي إلي مستشفي ديرب نجم المركزي بالشرقية، وأثناء عمليات الغسيل أصيبوا بإغماء شديد، وزغللة في العينين ثم فقدان في البصر، وضيق التنفس، وزرقة في الجسد وتوفي منهم ثلاثة، ودخل بعضهم في غيبوبة، حدث ذلك قبل ساعات من أول اجتماع يعقده الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء، مع المحافظين الجدد الذين أوصاهم فيه بالاكتشاف المبكر للمشكلات، ومواجهة التحديات بأفكار مبتكرة وعدم الجلوس في المكاتب، وبذل أقصي جهد في خدمة المواطنين، وتلبية احتياجاتهم، وتحسين مستوي المعيشة لهم، وإشراكهم في القرارات.

ولا شك أن ما حدث لهؤلاء المرضي كارثة طبية لا يجب أن تمر دون مساءلة ومعاقبة المقصرين في مواجهتها، وتنبئ هذه الواقعة عن إهمال شديد وقع في وحدة غسيل الكُلي التي كانت تجري لها عملية صيانة وتغيير الفلاتر الطبية وحدث ما حدث بعد بداية تشغيلها مباشرة وأعتقد ان  الأمر كان يقتضي إجراء عملية تجارب علي الأجهزة قبل توصيل المحاليل للمصابين، ورغم بشاعة هذه الكارثة إلا انها ليست الأولي التي تقع في المستشفيات وخاصة الحكومية مع اختلاف الحوادث، مما يدل علي أن ملف الصحة ضخم وتركة ثقيلة ورثتها الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، وتظهر أهمية هذا الملف لأن الصحة أغلي شيء عند الانسان.

وهذه الكارثة التي حلت ببعض أهالي الشرقية هي تراكمات من الماضي الذي بدأت الدولة الحديثة تتنبه له خاصة في قطاع الصحة بعد أن وجه الرئيس «السيسي» الحكومة ووزيرة الصحة بالأخص للقضاء علي قوائم الانتظار في العمليات الضرورية التي يحتاجها بعض المرضي، وحدث تقدم كبير في هذا الملف، وأوشكت المستشفيات بعد أن دخلت فيها مستشفيات الجيش والشرطة علي الانتهاء من جميع قوائم الانتظار لتخفيف الأعباء علي المواطنين، وكذلك محاصرة مرض فيروس «سي» الذي أوشك علي الخروج من مصر نهائياً، وواضح من التحرك السريع للحكومة في حادث مصابي ديرب نجم، والاجراءات العاجلة التي اتخذها الدكتور «مدبولي» بتكليف وزيرة الصحة بالسفر إلي ديرب نجم، وإصدار قرارات سريعة لاحتواء هذه الواقعة، رغم وفاة ثلاثة مصابين إن هناك تغيرا كبيرا حدث في فلسفة التعامل مع الأزمات، فهناك تحقيقات تجريها النيابة العامة والإدارية لتحديد المسئولية، وخطوات اتخذها محافظ الشرقية، الدكتور ممدوح غراب، وقرارات مهمة للدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، هذا علي مستوي كارثة ديرب نجم، لكن المطلوب من وزيرة الصحة مساعدة المحافظين ومراجعة كافة المؤسسات الصحية بالمحافظات للتأكد من مستوي الخدمة الصحية التي يحصل عليها المواطنون، ومطلوب أيضاً أن يعمل المحافظون بتوجيهات الرئيس «السيسي» لهم خلال اجتماعه معهم بعد أدائهم اليمين الدستورية وهي نفس التوجيهات التي أعادها عليهم الدكتور «مدبولي» في أول اجتماع لمجلس المحافظين، وخاصة توصيته لهم بأن المحافظ الذي يجلس في المكتب لن ينجح.