عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

صوت مصر مبحوح. لا مخصصات مالية ولا ميزانيات للإنفاق على الإعلام الموجه للخارج. فى كثير من المواقف السياسية يتحول الضحية إلى جان، والقاتل إلى مقتول نتيجة غياب الرسالة والرخاوة فى مخاطبة الخارج.

إعلامنا الحكومى لا يلتفت سوى للحكومة. إعلامنا الخاص يستهدف الإعلانات وأموال الشركات الكبرى. لا توجد منصات قوية تتعامل مع الميديا الغربية. لا توجد حتى منابر للتأثير فى المجتمعات العربية. نتحدث إلى أنفسنا، ونخاطب بعضنا البعض، ولا خروج أو تفاعل مع العالم المحيط.

فى مشهدين تحسرت على حال هيئة الإستعلامات التى تحولت إلى لا هيئة ولا استعلامات. المشهد الأول عندما طنطنت وسائل إعلام غربية وهيئات ومؤسسات دولية منددة بحكم قضائى أولى يقضى بإعدام 75 عضواً بجماعة الإخوان فى أحداث رابعة، واكتفت صُحفنا القومية وإعلامنا الفضائى باستعادة ملف جرائم الإخوان، وتبيان ما فعلوه فى عام هيمنتهم على الدولة المصرية. وكان من الأولى استهداف العالم بمقالات فى الصحف العالمية، وأفلام وثائقية، وكُتب تفضح الإرهاب الغادر.

لماذا لا يكتب مثلاً سامح شكرى، وزير الخارجية مقالاً فى الواشنطن بوست يوضح فيه نظام التقاضى المصرى وخصوصيته الفريدة، ويرد بدون انفعال على الانتقادات الموجهة لمصر، مذكرًا ما عاناه الشعب الأمريكى من خوف واضطراب بعد 11 سبتمبر؟

المشهد الثانى، كان احتفال واحتفاء إسرائيل بإنتاج فيلم «الملاك» الذى يزعم أن أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عميل مخلص خدم الموساد وقدم له معلومات قيمة. إعلامياً، يمكن أن نقول إن صوت الاستخبارات الإسرائيلية غطى على تصريحات مقتضبة ذكرها الرئيس مبارك عند وفاة «مروان» أكد فيها أن الرجل خدم مصر خدمات عظيمة.

كان ينبغى أن نستهدف العالم. أوروبا. أمريكا. إسرائيل والعالم العربى المحيط. أن نرسم لمواقفنا وجوداً، ونؤثر فى الآخرين بقدر ما. أن نقدم الرواية المصرية للأحداث بقوة، ونروج لها بذكاء، ونتجاوز عن تصرفاتنا المعتادة فى الشجب والتنديد والرفض والصمت.

عندما ولدت الإذاعة كان لمصر تأثير كبير فى الشعوب العربية، والإفريقية. ومع ابتكار التليفزيون سعت مصر إلى مخاطبة شعوب الجزائر وسوريا والأردن والعراق ونجحت فى إنقاذ مواقفها إليهم. وفى عصر الدراما هز مسلسل رأفت الهجان العقول والقلوب ودفع إسرائيل إلى الرد بدعاية معاكسة لتنفى وجود الجاسوس المصرى حيناً، أو تزعم أنه كشف وتحول إلى عميل مزدوج حينًا آخر.

والآن، وفى عصر التكنولوجيا الأسرع والفضاءات المتسعة، تراجعنا كثيرًا كثيراً. تراخت السينما والدراما فى التأثير. وتحولت الميديا إلى سوق سباب ولعائن. وصارت هيئة الاستعلامات مجرد كيان صامت يكتفى بترجمة الأخبار والآراء المنشورة فى صحف العالم، دون خطط واضحة للتوضيح والتأثير.

لدينا العقول والإمكانات والطاقات اللازمة للمشاركة بفاعلية أكبر فى الميديا الغربية.. لدينا مفكرون ومحللون ومبدعون وسينمائيون، وكتاب يمكن أن يلعبوا دوراً فى استعادة القوى الناعمة التى صارت مع التبلد قوى نائمة.

والله أعلم.

[email protected] com