رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

استمتع كثيراً وأنا أشاهد فيلم صاحب الجلالة، وأحرص على متابعته كلما عرض فى قناة فضائية، رغم طرافة أحداث الفيلم ومعالجة قصته فى قالب كوميدى إلا انه يعبر بشكل كبير عن النظم الديكتاتورية، كانت إسلامية أو مدنية، التى يستغل فيها الحاكم كل شىء، الدين، الشعارات، الفقراء، النساء، الشباب، الإعلام لكى يظل فى الحكم، ويفرض سيطرته وسطوته.

فيلم صاحب الجلالة كتبه السيد بدير، وأخرجه فطين عبدالوهاب، بطولة فريد شوقى، وفؤاد المهندس، وسميرة أحمد، وحسن فائق وأحمد الحداد، الشخصية المحورية فى الفيلم هو حسن الشيال الفقير الذى يشبه السلطان مارينجوس الأول، الأخير جاء ليقضى اجازة بالقاهرة، واكتشف البوليس وجود مؤامرة لاغتياله من معارضيه، عسكرانى سكرتير الملك يكتشف التشابه الكبير بين مارنجوس وحسن الشيال، فيلجأ إلى حيلة تبديل الشخصيات حماية للسلطان من الاغتيال.

حسن الشيال يرتدى ثوب السلطان ويبدأ فى تأدية دوره، وتكشف الأحداث عن اسلوب مارنجوس فى الحكم، وكيفية استغلاله الدين والنخب والنساء، معارضيه حاولوا اصلاحه واصلاح مساره، لكنه كان قاسيا وباطشا معهم، هربوا واختفوا ولاحقوه فى القاهرة وحاولوا التخلص منه.

لعسكرانى (الفنان فؤاد المهندس) ياور مار نجوس جملة حفظناها عن ظهر قلب، ينطقها كلما ذكر اسم مارينجوس الأول هى: طويل العمر.. يطول عمره ويزهزه عصره...وينصره علي من يعاديه..هاى هيت»، وهذه الجملة توضح حجم ديكتاتورية مارينجوس وقسوته على الرعية وعلى الذين يخدمونه ويساعدونه فى إدارة البلاد، حيث إن الجملة المصحوبة بالدعاء له وصب اللعنة على من يعاديه تعد جزءا من إدارته للبلاد، وجزءا من الصورة التى حفرها فى ذهنية مواطنى سلطنة بورينجا، حيث يتضح منها أنها أقرب للمقدس أو المعصوم الذى يخرج عنه فهو بالضرورة يخالف الشريعة، ويعد عميلا أو كافرا او خائنا للبلاد.

طابور النساء والمحظيات اللاتي اصطحبهن معه فى رحلته تؤكد اختياره الجيد لرجال الدين، الشخصيات التى يمكنها تطويع وتأويل النصوص بما يتوافق وقراراته ورغباته وسياساته.

نظام الحكم سلطانى، يسمح باعتماد الحاكم على من يطيعوه أو يناموا تحت جناحه، وهذه الأنظمة تاريخيا يعتمد فيها الحاكم على عشيرته، والعشيرة هنا ليست بالضرورة الأقارب او الإخوة أو الجيران، بل ما يتشاركون معه الفكر، تماما مثل جماعة الإخوان، واليساريين والناصريين والبعثيين،والوهابيين الحاكم لا يثق سوى فى عشيرته، ومفهوم العشيرة لا يتوقف عند الاعتقادات والأيديولوجيات والقرابة فقط، بل يمكن أن يمتد إلى المهنة والقبيلة.

مع ان صاحب الجلالة(1963) كان تقليدا لفيلم سلامة فى خير(سنة 1937) بطولة الفنان نجيب الريحانى، وحسين رياض، وشرفنطح، الذى قام فيه سلامة الفراش  بدور أمير قندهار، إلا أن أحداث صاحب الجلالة أكثر ثراء وتشويقا فى المتابعة وفى التحليل لأنظمة الحكم.

[email protected]