رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

تعايشت مع فيضان النيل عشر سنوات من عام ١٩٦٣ حتى عام ١٩٧٣ بالعاصمة السودانية الخرطوم ومازلت أذكر رحلتى من أم درمان حتى أم ضبان بسيارتنا الصغيرة التى اشتريناها من مزاد العربات المستعملة بسوق الخرطوم و أغرانا تلميذنا بابكر عبيد ان نذهب بها لقضاء ليلة ذكر لشيخها الصالح وكنت مولعا بتسجيل العادات السودانية فرحبت بالذهاب للقرية قاطعين طريقا فى إحدى الغابات حتى وصلنا مع صلاة المغرب واستمتعنا فعلا بالسهر حتى الصباح مع الذكر والتسابيح حتى اتانا خبر انقطاع طريق العودة للخرطوم بسبب اكتساح مياه الفيضان وقلقت زوجتى رحمها الله من ذلك الخبر و اتصلت بتلميذى بابكر عبيد للتصرف وكان عميدا لكلية الشرطة فسارع بسائقها إلى القرية سالكا طريقا آخر بعيدا عن مياه الفيضان حتى وصل الينا واعادنا بسلامة الله للعاصمة الخرطوم.

وقد استعدنا تلك الذكرى يوم الخميس السادس من سبتمبر مع قراءة خبر ارتفاع منسوب النيل الأزرق و اجتياح المياه عددا من احياء مدينة سنار وسط السودان و تسببت فى وقوع خسائر كبيرة بعدما تجاوز فيضان هذا العام مستوى الفيضان الكبير عام ١٩٨٨ واصدرت وزارة الموارد المائية السودانية بيانا صحفيا أفادت فيه بان النيل الأزرق تجاوز مستوى الفيضان البالغ ٦١٠ ملايين متر مكعب بعد وصوله إلى ٧١٩ مليون متر مكعب واكد مدير الادارة العامة لشئون النيل ان الوزارة رصدت سحبا فوق الهضبة الاثيوبية عبر صور الاقمار الصناعية وهطول الامطار بغزارة و ضرورة اتخاذ اجراءات السلامة خاصة فى مدينتى الرويصرس وسنار و العاصمة الخرطوم.

وأنا اكثر الناس سعادة بالفيضان العالى للنيل الأزرق الذى جعلنا نعيش سنوات فى قلق منذ فكرت اثيوبيا فى بناء سد النهضة و تهديدنا بانحسار المياه التى تصل إلى مصر بعدما رفعت حكومة اثيوبيا ارتفاع السد إلى ١٤٥ مترا وحجز أربعة وسبعين مليار متر مكعب من المياه مما يضر مصر والسودان ضررًا شديدًا ولم تفلح مفاوضاتنا مع حكومة اثيوبيا للحفاظ على حصتنا من المياه المقدرة بخمسة وخمسين ونصف مليار متر مكعب سنويا.. ثم إذا بقدرة الله القادر على كل شىء ان يثير شكوكًا حول استكمال سد اثيوبيا ويعود فيضان النيل كعادته شريان الحياة لمصر و السودان و صدق ربنا سبحانه و تعالى القائل (وارسلنا الرياح لواقح فانزلنا من السماء ماءا فاسقيناكموه و ما انتم له بخازنين) أى مانعيه عن غيركم. نعم فاهلا وأهلا بمجيء الفيضان لمصر والسودان.