رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من قلبى

الذين يوجهون سهامهم نحو الرئيس الأمريكى ترامب مخطئون ... والذين يلومونه على سياساته وقراراته لن يغيروا من الأمر شيئا ... لأن ترامب واضح وصريح ... صحيح أن وضوحه وصراحته يحمل شيئا من الوقاحة ... لكن السياسة لا تعرف وقاحة ... ومصالح بلاده أهم من آراء العالم أجمع ... خصوصا إذا كان المتصرف حاكما لأقوى دولة فى العالم ... وأمام الاستسلام العربى لرغبات أمريكا ... وأمام التصديق الكامل لكل ما تطلقه واشنطن منه كلام وتصريحات ... يحق لسيد البيت الأبيض أن يتصرف وكأنه يصدر أوامر.

وترامب ليس بدعا فى السياسة الأمريكية ولا حتى فى السياسة الدولية ... لكنه بدعا فى الغطرسة ... هو صاحب أسلوب يتبعه رجال الأعمال الذين يوقنون أنهم الأقوى ... هو صاحب القرارات الصادمة ... لايعترف بصداقة لا تقدم له مصلحة ... ولا بتقارب قد يضر بأهدافه ... وهو يدفع الجميع بالضغط تارة وبالأمر تارات لتنفيذ أجنداته الخاصة ... أمثلة ذلك كثيرة مع كوريا الشمالية التى كانت مهددة للمصالح الأمريكية ... ومع الصين المنافس الاقتصادى الأقوى فى العالم لأمريكا ... ومع روسيا المنافس الأقوى على مناطق النفوذ ... وحتى اليابان الحليف الأقوى والتابع الأمين فى الطريق لفرض العقوبات  ... وكذلك فعل مع تركيا لأسباب واهية ... وكمع أوروبا الحليف الأقوى فى الناتو والمواجه لروسيا.

والحقيقة أن كل ما يفعله ترامب ... وما يصدره من قرارات يتفق مع خططه التى اعلنها فى حملته الانتخابية ... ولا يصح لنا كعرب أن نلوم السيد ترامب على شيئ مما يفعله أو يقوله ... فنحن الذين هرولنا إليه ... ودعمناه ماليا وسياسيا ... ونحن الذين مازلنا نتبعه ... فنعادى النظام السورى الذى يحارب الإرهاب المزروع على أرضه ... ونشترط رحيل الأسد عن الحكم لأن أمريكا وإسرائيل ترغبان فى ذلك ... ونعادى إيران الدولة الإسلامية القوية بدلا من أن نقيم معها تحالفا ... لمةنأخذ درسا واحدا من تعاملنا مع من سكن فى البيت الأبيض ... واللطمات التى جهها غلينا الرؤساء الأمريكيون الديمقراطيون والجمهوريون كثيرة ... وكأنهم يتنافسون فى توجية الصفعات للعرب وللمسلمين ... ومع ذلك لا العرب تغيروا ... ولا المسلمين تعلموا ... وأصبحنا عرضة للدغات عدة ومتوالية من نفس الجحر ... لا نحن ابتعدنا عنه ... ولا نحن سددنا فتحة الجحر ... وربما تبرع أكثرنا لتغذية الأفعى التى تلدغنا ظنا أنها تحميه ... أو تحفظ له مكانته.

الذين يلومون السيد ترامب على قراراته ضد العرب والمسلمين ... وعلى مناصرته الدائمة لإسرائيل بالقرارات والتصرفات ... هؤلاء عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويسألوا بعضهم ... ماذا قدموا لأنفسهم قبل أن يسألوا الآخرين.  

[email protected]