رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

يتراجع مستوى الدراما بدرجة كبيرة، ونشاهد فى كل موسم رمضانى مجموعة من الأعمال معظمها دون المستوى رغم قيام عدد من النجوم (سوبر ستار) ونجوم الصف الأول ببطولة هذه الأعمال التى تنفق عليها الملايين وفى النهاية (المحصلة صفر) رغم توافر كل العناصر التى تكفل للعمل النجاح.. ولم يلتفت أحد للسبب الرئيسى فى هذا التراجع، الذى أعتبره من وجهة نظرى يعود لإهمال صاحب الفكرة، مؤلف العمل وكاتب السيناريو رغم تأكيدى على أن مصر معينها لا ينضب أبداً فى هذا المجال ولديها مواهب كثيرة جداً.

والأزمة الحقيقية أننا وقعنا منذ فترة طويلة فى براثن الشللية والمحسوبية ومجموعة المنتفعين وأصحاب المصالح الذين يرفضون دخول أى اسم جديد أو اتاحة الفرصة لأى موهبة يمكن أن تقتحم عليهم هذا (اللوبى) الخطير الذين قاموا بتكوينه وتحصينه ومنع أى شخص جديد من اختراقه.. لذلك انحصرت الأعمال فى مجموعة بعينها وظهر الإفلاس الحقيقى فى أعمالهم الدرامية التى تشعر بمنتهى الضحالة عندما تتابعها ولا تجد لها أى معنى أو هدف أو متعة، فاختفى الكاتب الحقيقى والسيناريست المبدع، بعد ان تحول الأمر إلى (سبوبة) وأصبح جواز مرورك هو أن تكون واحداً من هذه الشلة، فكان من الطبيعى أن نرى على الشاشة مسلسلات تافهة وأفكاراً بلا مضمون!

دعم المبدعين والبحث عنهم وإتاحة الفرصة الكاملة لهم أمر فى غاية الأهمية، وكان فى السنوات الماضية من أهم ما يقوم به وزير الثقافة الذى كان يعطى أولوية لذلك من خلال قصور الثقافة التى اختقت فى الوقت الحالى وكانت هى البيت الحقيقى لانطلاقة أى مبدع وتألقه ثم منحه الفرصة ليكون اسماً ويقدم فكراً راقياً باقياً حتى يومنا هذا.

كان وزراء الثقافة يشكلون لجاناً مهمتها البحث عن المبدعين فى كل المحافظات ومن خلال قصور الثقافة النشطة ويضعون أيديهم على أسماء أصبحت نجوماً تذوقنا حلاوة أعمالهم ومتعة جهدهم وإبداعهم.. تماماً مثلما كانت أندية كرة القدم ترسل (كشافين) فى المدن والقرى والحوارى والأزقة يبحثون عن المواهب الكروية ويكتشفون بالفعل من أمتعونا بفنهم الكروى الرائع وأصبحوا نجوماً يرفعون اسم مصر فى البطولات الدولية.

قصور الثقافة تحولت إلى أطلال ولم تعد كما كانت فى عصور الإبداع ووزراء الثقافة المتميزين، أمثال الأساتذة الكبار ثروت عكاشة ومحمد عبدالقادر وبدر الدين أبوغازى ويوسف السباعى وعبدالمنعم الصاوى ومنصور حسن ومحمد عبدالحميد رضوان وأحمد هيكل الذين كانوا يعرفون قيمة الموهبة وأهمية أن تتاح لها الفرصة ولا يضعون العراقيل أمامها كما يحدث الآن حيث الشللية والمحسوبية التى لا يمكن أن تسمح لأى موهبة جديدة بأن تضع قدميها على طريق الإبداع، لا تجد من هذا اللوبى إلا آراء محبطة وإذا استشعروا لديك نوعًا من الجلد والصبر ورغبة فى المقاومة يشنون عليك حرباً بلا هوادة لأن همهم الأول ألا يدخل بينهم أى جديد!

 

 

[email protected] com