رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

ليلة أو على وجه التحديد سهرة، يتجمع فيها الرجال والنساء، أغلب من ذكروها، أكدوا أن المجتمعين، يرقصون، ويشربون، والعياذ بالله، الخمر، ثم يطفئوا الأنوار ويعملوا قلة أدب، بجد معظم من سجلوا هذه الليلة أكدوا أنهم بيعملوا فيها قلة أدب، وحسب صياغة أحد الأصدقاء: بتبقى هردبيسة يا أبو بسيسة.

وللعلم فقد اختلف من ذكروها حول: تسميتها، جنسية وملة من يحتفلون بها، كما اختلفوا فى توقيتها، عرفت بالفاشوش، وقيل: الماسوس، وقيل: الحاشوش، وقيل: الكفشة.

أول مرة قرأت عنها من فترة طويلة، ربما منذ ثلاثين سنة أو أكثر، فى كتاب الديارات للشابشتى (ت 388هـ) عند ذكره دير الخوات بمدينة عكبرا العراقية قال: إن لهذا الدير عيد، يقام يوم الأحد فى أول أيام الصيام، «يجتمع إليه كل من يقرب منه من النصارى والمسلمين، فيعيد هؤلاء، ويتنزه هؤلاء. وفي هذا العيد ليلة الماشوش، وهي ليلة تختلط فيها النساء بالرجال، فلا يرد أحد يده عن شيء، ولا يرد أحد أحداً عن شي. وهو من معادن الشراب، ومنازل القصف، ومواطن اللهو».

يومها لم أتوقف كثيرا أمام ما كتبه الشابشتى، وأخذته على سبيل الخرافات، لأنه لم يشاهد بعينيه ما جرى، ونسب ما ذكره لمجهول، لكن بعد فترة قرأت الكلام نفسه فى شرح ديوان ابن المقرب العينى (ت 629هـ) وهو احد أمراء الإحساء، وذلك بعد قوله:

منا الذي أبطل الماشوش فانقطعت ... آثاره وانمحى في الناس وانطمسا

قال: الذي أبطل الماشوش أبو شكر المبارك ابن الحسن بن أبي مقرب العيوني (الشاعر)، والماشوش بدعة ابتدعتها القرامطة في البحرين وجعلوها ديناً لهم، وهو أن يجتمع الرجال والنساء في ليلة عندهم معلومة في السنة، ويشعلون الشمع ويقومون ويرقصون ويختلطون، وفيهم أخوات الرجل وأمه وبناته وعماته وخالاته، فإذا استكفوا من الرقص أطفئوا الشمع واختلطوا، وقبض كل رجل منهم يد امرأة وواقعها إن كانت من محارمه أو أجنبية».

هنا أصبحت بين أمرين، هل الماشوش ليلة فى أحد أعياد المسيحيين بالعراق أم ليلة ابتدعتها القرامطة (فرقة من الشيعة قامت بثورة فى مدينة الاحساء السعودية)؟، كان لابد من وقفه والبحث بشكل جاد، وللأمانة عثرت على عدة دراسات كتبت فى مجلة لغة العرب العراقية، أولها لمؤسس المجلة الأب أنستاس مارى الكرملى، وهى لشكرى الفضلى سنة 1913، ولحبيب الزيات 1928، ولمصطفى جواد 1930، لكن خلال تقليبى فى مجلة الرسالة سنة 1947، عثرت على مقال هام جدا كفانا عناء البحث، للأستاذ شكرى محمود أحمد مدرس العربية بدار المعلمين الابتدائية، وقد نسبت الفاشوش إلى: النصارى، والفرس، والساسانية، والقرامطة، والبابكية، والصفاة، والمازرية، والقلم حاجية، والصابئة، واليزيدية، والشبك، والنصيرية، والكاكائية، وأقدم من ذكرها الشاعر ابن نواس(ت 200هـ) فى قصيدته التى أهداها للحاكم المجوسى بهروز، واتضح من الدراسة  أن جميع المصادر أكدت أنها ليلة قليلة الأدب.

 

[email protected]