عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

أظنكم فاكرين لما قلت لكم إننى أحياناً أجد قارئاً يكتب أحسن منى، هذا والله ليس بتواضع، ولكنه وصف لحقيقة أشعر بها وأنا أطالع كتابات بعض القراء، على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعى، وها هو واحد منهم، وقد قررت ترك مقالى اليوم، ليكتب فيه بدلاً منى، والآن اقرأ واحكم بنفسك.

طارق أمين محمد موظف ببنك الإسكندرية كتب يقول :

لما بدأ بائع الأحذية الجديدة يحط لك الجزمة على حجرك بعدما كان بينزل على ركبة ونص ويلبسك الجزمة بإيده.

ولما بياع الطعمية يحط الطعمية فى المصفى ويقولك خد لنفسك اللى أنت عاوزه.. بعدما كان هو اللى بيحطها فى القرطاس.

ولما سواق التاكسى بدأ ينقى بمزاجه يروح فين وما يروحش فين.. ولما تطلع شركة زى أوبر يضربوا السواقين بتوعها.

ولما الصنايعى بقى يقعد فى البيت ما دام معاه فلوس.. ولما يتفق معاك على معاد يوصل متأخر ساعتين وتلاتة.. ويفتح شغلانة وما يخلصهاش.

وبياع اللبن اللى كنا بنضرب بيه المثل فى الصحيان مع الفجر.. بقى ينام لغاية الظهر.

ولما عامل النظافة بقى واقف يمثل أنه بيكنس الشارع وكل همه يشحت من الرايح والجاى.

ولما موظف البنك بقى يعامل العملاء بقرف.

ولما الدكتور يتعمد يوصل عيادته متأخر ساعتين تلاتة عشان يلاقى العيادة زحمة ويقلب المريض فى خمس دقائق قبل حتى ما يقول بيشتكى من إيه.

ولما ولما ولما.. ظواهر كتير بدأت صغيرة وكبرت بالراحة وانتشرت زى العدوى الخبيثة.. لكن كلها كانت بتقول إن المجتمع بدأ يجهل قيمة العمل لغاية ما وصلنا للحالة اللى إحنا كلنا شايفينها ومش عارفين نعالجها إزاى.

حالياً المجتمع يواجه خطراً جديداً.. وبنفس الطريقة.. ظواهر صغيرة لكن ها تاخد نفس المسار لغاية ما تبقى عصية على التغيير أو المقاومة.

بعد أن أسقطنا قيمة العمل.. إحنا مقبلين على إسقاط قيم الدين والأخلاق والفضيلة.

بنات كتير بدأت تخلع الطرحة أو تستبدلها بحاجة كده زى الطاقية تغطى حتة من الشعر.

وبنات أكتر بدأت تخرج من بيتها بملابس عمرنا ما أتعودنا نشوفها فى شوارعنا دراعات عريانة.. وصدور عريانة.. وسيقان عريانة.

ستات بدأ تتفاخر بأنها سينجل ماذر.. يعنى أم لم يكن لها زوج رسمى وتعول طفل سِفاح.

شباب كتير بدأ يعلن عن شذوذه الجنسى بكل فجر.

والإعلام لما يتكلم عن الشذوذ يسميه مثلية عشان الخ...... ما يزعلوش.

وموجة من التشكيك فى احتياج الست للراجل فى أى حاجة.. ولا حتى جنسياً.. مع التحريض على قوامة الراجل حتى على بناته.

وموجة من التشكيك فى الدين ورموزه وإعلان الإلحاد.

وانتشار مخيف للمخدرات بأنواعها المعروفة والجديدة.

ده غير الأغانى شديدة الهبوط.. والأفلام شديدة العنف.. والبرامج شديدة الابتذال.

وأخيراً.. كارثة رجال الدين الكيوت.. اللى بيقدموا للناس الدين على طريقة ما يطلبه المستمعون.. عشان خاطر عيون تجديد الخطاب.

كل ده بيحصل مع بعضه فى وقت واحد والمجتمع واقف يتفرج سواء أفراد أو مؤسسات.. والنتيجة المتوقعة.. أنك فى خلال كام سنة قليلة ها تبقى زى أمريكا.. مفيش حرام ولا عيب.. طيب والعمل؟

هنا بقى الصعوبة.. أنت عاوز تقاوم.. هاتلاقى نفسك بتواجه شراسة من كل الجبهات.

رغبة متوحشة وحجج ملهاش نهاية من الشخص المخطئ ذاته.. محاطة بعشرات النماذج اللى زى الزفت (إشمعنى.. وشوف فلان)

مقاومة من وسائل الإعلام اللى بقت بتحتفل بالنماذج الغريبة فى أى مجال.

انحسار دور رجال الدين فى الإعلام.. وأضعفهم هو اللى ركب المنابر فى المساجد.

تكنولوجيا متقدمة جداً بتسمح للشباب يكون لهم عالم افتراضى مغلق عليهم منعرفش عنه أى حاجة.

إحنا نفسنا أتنازلنا.. من زمان.. عن حقوق فى تربية ولادنا عشان نبقى مودرن ونراعى الفرق بين الأجيال.. ودلوقتى بعد خراب مالطة بنحاول نسترجعها مش عارفين.

طب وبعدين؟

معرفش.. أنا مش شايف لها حل.

كل اللى أقدر أقوله.. اللى باقى عنده شوية دين وأخلاق وقيم يمسك فيهم بإيده وسنانه ويحاول يزودهم.

واللى يقدر يلحق أولاده بلاش يتأخر.

وفى المواقف اللى زى دى دايماً بقول.. عليك صلاح الحال يا رب.