رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

من المبكر جدًا الحكم على أداء المحافظين الجدد فى الوقت الحالى، فلا بد من منحهم الوقت الكافى للتعرف على المشاكل ودراستها ووضع الحلول لها.. هذا بالنسبة للمشاكل العميقة التى تحتاج إلى وقت، وهناك مشاكل سهلة الحل تؤخذ فيها قرارات عاجلة، ومن هنا فإن تصريح اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية عن رضاء المواطنين على أداء المحافظين الجدد هو حكم سابق لأوانه، وأمنية نرجو أن تتحقق على أرض الواقع، ولكن لا يجوز الحكم من أول أسبوعين على أداء المحافظين فاالأغلبية منهم جدد ويحتاجون إلى وقت حتى يتم الحكم على أدائهم بالسلب أو الايجاب.

الأداء المطلوب من المحافظين لا يجب أن يتم على طريقة الغربال الجديد، فالإجراءات الشكلية التي بدأ معظمهم فى تطبيقها تبدو مهمة ومطلوبة أحيانًا، كنوع من التنظيم، وخطة العمل مثل إلغاء المواكب والنزول إلى الشارع، وتكليف رؤساء المدن بعدم الجلوس فى مكاتبهم ومتابعة ما يدور فى اختصاصهم علي الطبيعة، وقيام بعض المحافظين بالتردد على الموالد والمساجد الأثرية لطلب البركة، وقيام أحدهم بالجلوس القرفصاء أمام مواطن يجلس على الكرسى للاستماع إلى مشكلته وارتداء بعضهم «التيشرت» خلال جولاتهم والتخلى عن البدلة ورابطة العنق دليل على التواضع أو الانهماك فى العمل.. كل ذلك لا بأس به من حيث الشكل، ولكن نحن نبحث عن المضمون والموضوع، مشاكل المحافظات عويصة، ومزمنة، ومتلتلة تحتاج إلى محافظين مقاتلين أصحاب فكر وخطط وقدرة على التنفيذ، وأصحاب قرار لا ينتظرون توجيهات أو تعليمات طالما أن قراراتهم تتفق مع سلطاتهم وتلتزم بما جاء فى الدستور والقانون. المحافظ هو رئيس جمهورية المحافظة التي يتولى مسئوليتها فهو مسئول عن تنشيط الاستثمار، والتوزيع العادل لمخصصات محافظته من خطط التنمية، ومسئول عن الصحة والتعليم، والأمن، والمرافق، وحماية أملاك الدولة ومكافحة الفساد، وعن رضاء المواطنين، وحل مشاكلهم. المحافظ الناجح هو الذى يستغل خصائص محافظته، فهناك محافظات سياحية، وساحلية وزراعية، وصناعية، إذا نجح المحافظ فى استغلال ما تتميز به محافظته، وإذا فتح مجالات للاستثمار فيها ووفر فرص عمل للشباب والعاطلين، وإذا حل مشاكل المواطنين مع جهات إدارات المحافظة المختلفة، وإذا وخفف من أعباء الفلاح والموظف والعامل، وإذا حافظ على مستوى النظافة المطلوب، وإذا حافظ على الأمن مع الأجهزة الأمنية بمحافظته، فإنه يكون قد نجح من خلال الواقع الذى يتحدث عن نفسه، ولا ينكره أحد، لا نريد نجاحات فى الإعلام فقط والتلميع على الشاشات، والشكليات التى تظهرها التيشرتات والمواكب.

  العمل المنظم والمخطط فقط هو الذى يحدد مستوى النجاح.