رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

ليس هناك شعب على وجه الأرض.. يتمتع بكل هذا القدر.. من الكرم والحب والسماحة.. بقدر ما يتمتع به شعب المدينة المنورة.

لمَ لا وقد استقبلوا خير البرية وأصحابه الكرام.. وهم مطاردين مشردين لا يملكون عزوة أو مالاً.. اللهم إلا حباً وإيماناً بالرسالة المحمدية.. والتى حملها خير الأنام!

الاستقبال الباهر والحافل.. الذى استقبل به أهل المدينة الرجل وأصحابه الكرام.. والكرم الحاتمى الذى ظهر منهم.. لدرجة أنه لم يتوقف عند عرض مقاسمة المهاجرين فى الثروة والمال.. بل عرضوا عليهم مقاسمتهم فى الزوجات بعد طلاقهن من أهل المدينة.. ليتزوجهن المهاجرون العظام!!

كرم وسماحة وحب.. ما زال حتى الآن يتمتع به أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لذلك ما تمنيت شيئاً على الله أعز وأحب إلى نفسى.. من الحياة فى هذه البقعة الطاهرة.. حتى لو تنازلت عن كل ما أملك من مال أو جاه أو ولد!!

وقد تعجب بشدة السفير أحمد القطان.. سفير المملكة العربية السعودية الشقيقة السابق.. عندما طلب التعرف علىّ عن قرب.. ودعانى منفرداً.. لزيارته فى مبنى السفارة.. تعجب الرجل الكريم من هذا الحب.. الذى أحمله فى صدرى لمدينة رسول الله وأهلها.. ودعا الله أن يستجيب لأمنيتى.. ويحقق رجائى بأن تكون خاتمة حياتى.. بين هؤلاء الأطهار الكرام من بنى البشر.

وفى ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.. لابد وأن نستلهم منها كل يوم معانى جديدة.. فعندما تضيق بك الدنيا بما رحبت هاجر.. وعندما لا يقدرك أهل بلدك.. ولا ينزلونك المكانة التى تستحقها هاجر.. وعندما يصم القوم آذانهم وعقولهم وقلوبهم عن دعوتك هاجر.. وعندما تشعر بالظلم والغبن وانقطاع سبل الرزق فى بلدك هاجر.

فكما يقولون فى الهجرة سبع فوائد.. وكم تغيرت حياة الكثير من أهالينا فى الصعيد.. وتبدلت أحوالهم المادية والمعيشية.. بعد هجرتهم ولو لعدد محدود من السنين.. إلى العراق والكويت والسعودية وليبيا.. وتعبوا وكدوا وعرقوا حتى عادوا وأصبحوا أصحاب ديار وأطيان!!

إذن الهجرة النبوية وإن كانت لأسباب مختلفة.. ودواعٍ مختلفة.. لأنها كانت بهدف نشر الرسالة المحمدية.. إلا أنها كانت فتحاً جديداً للإسلام والمسلمين.. وجعلتهم يعودون إلى ديارهم فى مكة منصورين معززين.. بعد أن دانت لهم الأرض بما عليها.

وشاءت إرادة الله ان يكافئ أهل المدينة.. بأعظم مكافأة فى الدنيا.. وهم للحق يستحقونها.. فقد دفن بين ديارهم.. وشرفت أرضهم الطيبة.. بضم الجسد الطاهر.. لخير البرية وصحابته الكرام.. فهل هناك هديه أعظم وأجل منها؟!