رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

القتل أقدم الجرائم البشرية وأبشعها، وهو من الكبائر التى سيظل يرتكبها الانسان ضد أخيه الانسان..وجرائم القتل وسفك الدماء دوافعها عديدة، ومُرتكِبوها لا ينحصرون فى فئة مُعيَّنة أو مستوى مُحدد، وعادى أن يتفاجأ المجتمع بجريمة قتل هنا أو هناك، لكن أنْ تتكرر حوادث القتل والانتحار فى مُجتمع معين، وفى فترة ذمنية مُعيَّنة، فلابد من استشعار الخطر الداهم، ولابد من الدراسة ومواجهة هذه الظاهرة.. وخلال الأسابيع الماضية انتشرت جرائم القتل، وكان آخرها قيام أب بذبح زوجته وأبنائه الأربعة فى مدينة الشروق..

واستشعر المُجتمع الخطر، واهتز فى اندهاش من تكرار جرائم القتل وتنوعها وشناعتها والتفنن فى ارتكابها.. وفى رسالة للوزير هانى محمود وزير الاتصالات والتنمية الادارية الاسبق، يُنبِّه فيها من الخطر القادم على المُجتمع، ولعله يدق ناقوس الخطر والتحذير وهو يُعدد جرائم القتل، ويقول فى استغراب: «انتحار أب بعد قتل أولاده.. ورجل يقتل خطيب ابنته ويدفنه بالمطبخ.. وشاب يقتل أمه، وآخر يقتل جده.. ورجل يلقى بولديه فى النيل.. وسيدة تقتل زوجها وتزعم اقتحام عصابة المنزل.. وأسرة كاملة وجدت مقتولة بمسكنها.. ورجل يذبح آخر تحرش بزوجته على الشاطئ.. ومجموعة من الشباب يغتصبون طفلة، ثم يقتلونها.. كل هذه الأخبار الُمفزِعة وأكثر فى خلال شهر واحد!!.. هل هذه هى مصر؟.. هل هؤلاء مصريون؟.. أين علماء الاجتماع وعلماء النفس؟.. أين رجال الدين؟.. أين شرفاء الإعلاميين؟.. أين خبراء التربية والتعليم؟.. كيف نستعيد الشخصية المصرية المؤمنة المتسامحة الأصيلة التى تحترم القيم والأخلاق؟.. وكيف نسترجع قيم المجتمع المصرى التى تربينا عليها؟.. لابد أنْ نفوق قبل فوات الأوان، لابد من تشكيل فريق عمل على أعلى مستوى لدراسة هذه الأحداث، والوقوف على أسبابها، ومعرفة طرق مواجهتها، قبل أنْ تتحول من حوادث فردية إلى ظاهرة مجتمعية، وساعتها سندفع كلنا ثمن سكوتنا».

انتهت رسالة هانى محمود، وأوافقه تمامًا فى كل ما ذهب إليه، وأُطمئنه أنَّ فى الدولة أجهزة وهيئات كالمركز القومى للدراسات الاجتماعية والجنائية، ترصد هذه الحوادث، وأكيد أنَّ خبراء وباحثين يُحلِلون ويُعدِون الدراسات والتقارير كالعادة، وأكيد أنَّ أحدًا لن يقرأ، ولن يسمع، ولن يستشع الخطر..

[email protected]