عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

 

ما زال الحديث مستمرًا عن المساجد الأثرية المهمة فى مصر والتى تعد مزارًا سياحيًا مهمًا للبلاد، ونتحدث اليوم عن مسجد السيدة زينب.

يقع مسجد وضريح السيدة زينب فى حى السيدة زينب بالقاهرة، حيث أخذ الحى اسمه من صاحبة المقام الموجود فى داخل المسجد، وهو يتوسط الحى ويعرف الميدان المقابل للمسجد أيضًا بميدان السيدة زينب، ويعتبر الحى الذى يقع فيه المسجد من أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة، حيث يكتظ بالمقاهى ومطاعم الأكلات الشعبية واعتاد أهل القاهرة خصوصًا فى رمضان الذهاب إلى مقاهى هذا الحى وتناول وجبات السحور بشكل خاص هناك.

المشهور أن المسجد مبنى فوق قبر السيدة زينب بنت على بن أبى طالب، وأخت الحسن والحسين، حيث يروى بعض المؤرخين أن زينب رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء ببضعة أشهر، واستقرت بها 9 أشهر ثم ماتت ودفنت، حيث المشهد الآن، فهو مقام السيدة زينب بنت على بن أبى طالب، ويعتبره الكثيرون من أهم المزارات الإسلامية بمصر.

لا يعرف على وجه التحديد متى تم إنشاء المسجد أعلى قبر السيدة زينب، فلم تذكر المراجع التاريخية سوى أن والى مصر العثمانى على باشا قام سنة 951هـ/1547م بتجديد المسجد، ثم أعاد تجديده مرة أخرى الأمير عبدالرحمن كتخدا عام 1171هـ/1768م، وفى عام 1940م قامت وزارة الأوقاف بهدم المسجد القديم تمامًا وأقامت المسجد الموجود حاليًا وبالتالى فالمسجد ليس مسجلًا كأثر إسلامى، وكان المسجد وقتها يتكون من سبعة أروقة موازية لجدار القبلة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة وفى الجهة المقابلة لجدار القبلة يوجد ضريح السيدة زينب رضى الله عنها محاطًا بسياج من النحاس الأصفر وتعلوه قبة شامخة، وفى عام 1969 قامت وزارة الأوقاف بمضاعفة مساحة المسجد.

ويحتل المسجد مكانة كبيرة فى قلوب المصريين، ويعتبر الكثيرون خصوصًا من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة أن زيارته شرف وبركة، يدعون الله أن ينالوها، ويعتبر المسجد مركزًا من مراكز الطرق الصوفية ومريديها، وفى كل عام فى شهر رجب يقام مولد السيدة زينب، حيث يتوافد آلاف من البشر على ميدان السيدة زينب وتقام احتفالات، ويتغير شكل المنطقة تمامًا لبضعة أيام.

وقد جاء ذكر مسجد السيدة زينب فى رواية الروائى المصرى المشهور يحيى حقى «قنديل أم هاشم»، و«أم هاشم» كناية السيدة زينب بنت على بن أبى طالب، حيث تحدثنا الرواية عن شاب ريفى جاء فى صغره هو وعائلته الريفية إلى القاهرة، وسكنوا بالقرب من مشهد السيدة، ومحور الرواية يدور حول طرق معالجة مرض العيون عند أهالى الحى، فأكثرهم كانوا يتعالجون عن طريق استخدام زيت القنديل الذى كان يشعل داخل المشهد وفوق ضريح السيدة وللرواية معانٍ كثيرة، ولكنها توضح مكانة هذا المسجد. فهذا المسجد يعد مزارًا سياحيًا رائعًا يعود بالنفع على البلاد.