رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

قرار إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطون يطرح علينا هذا السؤال: هل يختلف انحياز الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الى إسرائيل، عن انحياز الرؤساء الأمريكان الذين سبقوه إليها؟!

اعتقادي أنه يختلف، وسبب اختلافه أن انحيازه ليس من النوع الذي كانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قد راحت ترصده في ملحق خاص لها، أصدرته في الخامس عشر من مايو ١٩٩٨!

ففي ذلك التاريخ كانت إسرائيل تحتفل بمرور خمسين سنة على قيامها، وكانت الصحيفة الأمريكية تريد أن تشارك في الاحتفال، وكانت تريد أن تكون مشاركتها مختلفة، فأصدرت ملحقاً خاصاً قام على رصد مواقف رؤساء الولايات المتحدة إزاء تل أبيب، ابتداءً من الرئيس هاري ترومان، الذي قامت الدولة الإسرائيلية في عهده، في ١٥ مايو ١٩٤٨، وانتهاءً بالرئيس بيل كلينتون، الذي كان حاكماً في البيت الأبيض يوم الاحتفال بالذكرى الخمسين، ومروراً بالذين تعاقبوا بينهما!

وأظن أن نيويورك تايمز لم تُفاجأ كثيراً، وهي تكتشف بعد البحث، والفحص، والتحري، والتقصي، أن المواقف كانت صورة بالكربون ، وأن موقف ترومان لم يختلف عن موقف ايزنهاور الذي حل بعده في المكتب البيضاوي، ولا اختلف موقف كلينتون عن موقف جورج بوش الأب الذي سبقه في المكتب ذاته.. فجميعهم كانوا منحازين دون استثناء، وجميعهم كانوا يختارون إسرائيل إذا كان المطلوب هو الاختيار بينها وبين غيرها، وجميعهم كانوا يختلفون في الطريقة، ويلتقون في الهدف!

ولكن ترمب في ظني يختلف!

واختلافه راجع الى أن انحيازه ليس نابعاً من انحياز ادارة حاكمة، بقدر ما هو نابع من رغبة من جانبه في حل مشاكله المتصاعدة في مكانه، على حساب كل فلسطيني!

ولو أنت راجعت قراراته في هذا الاتجاه، من أول الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، الى قرار نقل نقل سفارة بلاده الى المدينة في مايو الماضي، الى قرار وقف مساهمة واشنطون في ميزانية وكالة الأونروا، التي ترعى اللاجئين الفلسطينيين، الى قرار غلق مكتب المنظمة، فسوف تكتشف أنه كان قبل اتخاذ كل قرار منها، يواجه أزمة في منصبه، وكان يلجأ الى مثل هذه القرارات في كل الأحوال لتحقيق هدفين اثنين!

أما الأول فهو شغل الرأي العام، خصوصاً خارج بلاده، عن أزمته المتصاعدة في المكتب البيضاوي.. وأما الثاني فهو السعي الى كسب الدعم اليهودي داخل البلاد في تجاوز الأزمة!

ولم يكن هناك هدف ثالث!