رؤى
هذه المحادثة نرفعها لرئيس الحكومة د. مدبولى، وإلى محافظ أسيوط: فى الثامنة من مساء الجمعة الماضية تلقيت اتصالا على المحمول من شاب على قدر كبير من الطيبة والنقاء، يتحدث بلهجة أهلنا بالصعيد، قدم نفسه: أنا اسمى شريف صبحى مهنى جرجس من قرية النخيلة بأسيوط.
ــ قلت له: خير يا شريف.
ــ عايزك توصل لحد رئيس شركة الدخان اللى فى الجيزة، وتشوف طلب تعيينى عمل فيه ايه.
ــ ضحكت وقلت له باندهاش: طلب إيه؟
ــ قال: سبق وقدمه نائب البرلمان بتعنا لرئيس الشركة علشان يعينى.
ــ وليه مسألتش النائب؟
ــ سألته، وقال لى لسه مردش، وأنا عايزك توصل لحد رئيس الشركة وتسألى عن الطلب إتأخر ليه، أنا عايز أشتغل بقى يا أستاذ علاء.
ــ عندك كم سنة 37 سنة.
ــ وهو معقوله الشركة تعين واحد كبير كده.
ـــ شركة الدخان بتعيين أى حد بيتقدم لها.
ــ وأنت تعرفنى منين؟
ــ لأ أنا معرفكش، ولا أعرف حد من الصحفيين، ولا بقرا الجرايد، ابن عمى هو اللى قال لى عليك، وجاب تليفونك من النت.
ــ إنت كلمت صحفيين قبل كدة.
ـــ آه، وقالوا لى: ملناش دعوة، روح أنت.
ــ طيب يا شريف، إبعت لى على الواتساب بياناتك وتاريخ تقديم الطلب، واسم النائب اللى قدمه.
ــ لأ أنا ماعرفش الحاجات دى، والواتساب ده، انا من الفلاحين، بس بالله عليك توصل لحد رئيس الشركة وتخليه يعينى.
ــ مش يمكن النائب مقدمش طلب ولا حاجة.
ــ لأ، هو قالى إنه قدمه.
ــ حاضر ابعت بس بياناتك.
ــ هخلى ابن عمى يبعتها فى رسالة.
بعد دقائق وصلتنى رسالة من المحمول نفسه (01152696783) كتب فيها: شريف صبحى مهنى جرجس، قرية النخيلة بأسيوط، تاريخ الميلاد 5-8-1981، دبلوم صناعى قسم تبريد وتكييف 98، رقم بطاقة 28108052501211، رئيس مجلس إدارة الشرقية للدخان اسمه محمد عثمان هارون، عن طريق النائب عبدالفتاح جمال، الطلب قدمه من سنة».