رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لا شك أن تعريف ومفهوم الزعامة السياسية ليس واحداً فى الثقافات السياسية المختلفة، فى منتصف التسعينات الماضية أصدر الباحث التونسى محمد الحويلى كتاباً فريداً بعنوان «الزعيم السياسى فى المخيال الإسلامى»، وهو كتاب يحفر فى ما وراء المدونات، والمراجع التاريخية، والفقهية المكتوبة، للوصول إلى أعماق تصور العرب، والمسلمين، لمفهوم الزعامة، والزعيم، وهو تصور نشأ، وتطور على مدى أجيال، وله تأثير كبير فى المواقف، والسياسات، وطبيعة الأنظمة، وهو راسخ فى أعماق الوجدان الشعبي، لاسيما بين الجماهير الفقيرة، والشرائح المستضعفة، وكما يقول مقدم الكتاب، فعلى قدر تصور المواطن لمكانة الراعى، يكون استعداده لقبول التعسف منه، أو رفضه، وإقدامه على المشاركة فى الحياة السياسية، أو الانزواء عنها.

وفى مثال الزعيم سعد زغلول، وبمناسبة أصحاب افتكاسات نفى الزعامة كصفة تطلق على سعد زغلول وزعماء الوفد فى مطلع دوره التاريخى، أستأذن القارئ لعرض بعض ما جاء على لسان معاصريه وأبرزهم الكاتب الصحفى الكبير د. عبدالقادر حمزة.. كتب: «لقد اتفق المؤيدون والمعارضون على أن سعداً كان ذا شخصية شعبية فى غاية القوة، وأنه لعظم هذه الشخصية تحول فى نظر الجماهير إلى أسطورة كالأساطير التى كان يتخيلها اليونان الأقدمون، ويتصورون فيها الزعماء أرباباً أو آلهة، ومن ثم أصبحت زعامته حقيقة من حقائق التاريخ القومى لمصر الحديثة، اعتبر ذلك فى الائتلاف الذى حدث سنة 1925، فقد أقر له خصومه السابقون بزعامته، وولوه رئاسة البرلمان الذى انعقد من تلقاء نفسه فى 21 نوفمبر سنة 1925، وأسندوا إليه رئاسة المؤتمر الوطنى الذى جمع الأحزاب المؤتلفة كلها فى فبراير سنة 1926.. ولما اضطر سعد إلى التنحى عن رئاسة الوزراء سنة 1926 كان هو الذى اختار من يرأسها، فاختار عدلى سنة 1926، واختار ثروت سنة 1927، وهذه الظواهر كلها تدل دلالة صريحة على أن زعامة سعد للأمة قد اعترف بها الجميع.. كما اتفق المؤيدون والمعارضون على «وطنية» سعد وصدق غيريه على مصلحة قومه، حتى لقد كان الفرق عظيماً من هذه الناحية بينه وبين أعضاء الوفد المصرى، وقد تجلت وطنية سعد أكثر ما تجلت فى موقفه من الإنجليز من جانب، وموقفه من الملك من جانب آخر».

ويضيف حمزة: «فأما موقفه من الإنجليز فقد ظهر فى المفاوضات الرسمية التى جرت بينه وبين المستر ماكدونالد سنة 1924، وفيها عبر عن مطالب البلاد بأصدق مما عبر عنها فى سنة 1920 مع المفاوض الإنجليزى العتيد لورد ملنر، كان سعد فى المفاوضة مع ملنر راضياً عن وجود قاعدة بريطانية فى السويس (ولكن فى الشاطئ الآسيوى للديار المصرية)، وكان سعد فى المفاوضة مع ماكدونالد يشترط سحب جميع القوات البريطانية من الأراضى المصرية، وسحب المستشار المالى، والمستشار القضائى من الحكومة المصرية، وأغفل سعد فى مفاوضته مع ملنر موضوع السودان، ولكنه عاد يتمسك بالسودان فى المفاوضة مع زعيم حزب العمال، وهكذا خيب سعد ظنون الاحتلال، وكان هذا الاحتلال يظن يومئذ أنه سينال من سعد ما لا يناله من سواه».. وللمقال تتمة بإذن الله.

[email protected]