رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل أيام قليلة أدى المحافظون الجدد اليمين الدستورية أمام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، بعد مخاض استمر على الأقل ثلاثة شهور، ودخل المحافظون مكاتبهم فمنهم من ضاق عليه مكتبه فخرج للمدن والشوارع والتقى الناس واستمع لهم ففرح به الناس وشعروا ببركة التغيير، ومنهم من وسع عليه مكتبه، فسعد به وحبس نفسه فيه، وقنع بالتنفيذيين، واكتفى -على الأقل حتى الآن- بالنظر فى أمور محافظته من خلال عيون معاونيه، بل وشعر بالرعب من الأخبار التى نشرت عنه وصوره كمحافظ فى الصحف والإعلام، وهو الذى كان مع نفسه ومحيطه الضيق، فشعر الناس بخيبة الأمل وأن الحركة بالنسبة لهم «خيبة كبيرة».

شعرت بعض المحافظات بالحركة وصدقوا على المثل الذى يقول «فى الحركة بركة» وأن القادم أفضل، ومحافظات أخرى شعر أهلها بالغضب ولسان حالهم يتمتم «إحنا فى الوبا» و«يا ناكر خيرى بكرة تعرف زمنى من زمن غيرى» و«اللى مايرضاش بالخوخ يرضى بشرابه»، وأنا لست مع إعطاء المحافظ الفرصة - شهر واثنين وثلاثة - لإثبات قدرته، على الأقل فى البديهيات، وأبسطها أن يقوم المحافظ بتفقد شوارع وميادين مناطق نفوذه وشوارع إدارته ويلتقى بالصحفيين والإعلاميين المقررين عليه بعد أن فرض هو عليهم، فهم فى الأول الصوت الذى سيسمعه ما يجب عليه سماعه دون مواربة ولا حساسية، وفى الآخر هم المرآة التى ستعكس للناس فكره وطريقته فى إدارة أمور المحافظة وجهده ونشاطه إذا وجد له بل وسينتقدونه إذا لزم الأمر واستحكم، فلن يسمع المسئول ما لا يريد سماعه من هموم ومساوئ محافظته وتقاعس مساعديه إلا من خلال الصحفيين الذين لا يخشون فى الحق لومة لائم ولا ينتظرون جزاء ولا يخشون عقاباً. 

وعلى مدار سنين كثيرة عشنا فيها حركات محافظين، كان السيناريو يدور بنفس الطريقة، يستقبل المحافظ جموع المهنئين والعاملين معه ويتعرف على الصحفيين والإعلاميين، ومن خلالهم يتعرف على الكثير، ثم يقوم المحافظ بتفقد مدن وميادين المحافظة التى أصبح مسئولاً عنها، وفى حركة المحافظين رحل اللواء أحمد صقر عن محافظة الغربية وتولى اللواء مهندس هشام السعيد منصب المحافظ بدلاً منه، وحتى الآن لم يخرج المحافظ من مكتبه، صحيح أنه يؤدى عمله من خلال الاجتماعات والجلسات ويبحث مع مساعديه مشكلات وهموم المحافظة ولا يغادر مكتبه إلا بعد الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، ولكنه لم يلتق الصحفيين حتى الآن، ولم ينزل الشارع ليرى بنفسه حجم المعاناة التى يعيشها المواطن مع قمامة منتشرة بالجزر الوسطى بالشوارع، ولم يعط الانطباع بأنه حضر.

الناس تسأل عن «السعيد» الذى عين مؤخراً بعد أن كان يشغل منصباً إدارياً كبيراً خاصاً بشبكة المعلومات بمطار القاهرة، وهل ظلمته الدولة بهذا المنصب أم ظلمت شعب الغربية الطامح للكثير والحالم بالخدمات البسيطة؟ بعد أن وصلت المحافظة إلى مرحلة متردية فى كل شىء وعلى كل المستويات، كيف يعرف الناس المحافظ وكيف يعرف المحافظ الناس ومشكلاتهم حتى يحلها وهو حبيس مكتبه، يعزل نفسه عن كل قادر بالبوح له بلب المشكلات وأصل التسيب وسبب التقاعس؟

عزيزى هشام السعيد، أتمنى أن تكون سبيل سعدنا ولا تكون سبب حزننا.. لأننا اكتفينا.. ويا رب فرح وسعد، يقولون من جاور السعيد؟ هنشوف، ويا مسهل.