رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

كان اللواء يوسف صبري أبو طالب، محافظ القاهرة، مهتماً بتجميل العاصمة بصيانة مبانيها وزراعة كل الفراغات في المحافظة، كان -رحمه الله- يعشق اللون الأخضر، وأنهك هيئة تجميل ونظافة القاهرة في أعمال الزراعة في الجزر الوسطn للشوارع والميادين، وفي عام 1987 عرضتُ عليه أن نزرع أشجاراً مثمرة في الشوارع، بدلاً من الشجرة «الخبيثة» التي انتشرت في مصر، وهي شجرة الفيكس.. تحمس الرجل للفكرة، لكنها لم ترَ النور بسبب التعقيدات الإدارية والمالية.. قالوا له إنَّ زراعة أشجار مثمرة يستلزم لجانًا لتقييم الثمار وطرحها للبيع في مزادات و... آثر الرجل السلامة وسكت وماتت الفكرة، كغيرها من مئات الأفكار التي يئدها في مهدها عُبَّاد الروتين.

كنت أتعجب- ومازلت- من الإقبال غير المبرر على زراعة أشجار الفيكس بدلاً من الأشجار المثمرة!!.. في معظم دول العالم تجد أشجار الفاكهة تزين الشوارع، ويقطف منها المارة، ويستفيدون من جمالها وظلالها، إلا عندنا نختار من الجمال أقبحه!!

ظلت الفكرة في رأسي إلى أن عرضتها على المهندس سليمان متولي، وزير النقل والمواصلات، عام 1991 فتحمس جداً، واتصل في الحال بالمهندس فؤاد عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري، وطلبه من مكتبه الذي كان يشغل أحد أدوار مقر وزارة النقل في شارع قصر العيني، وعرض عليه فكرتي، فأبدى اندهاشاً ومع إلحاح الوزير طلب وقتاً للدراسة إلا أنَّ سليمان متولي- رحمه الله- قال له إن الأمر لا يحتاج دراسات ،سنزرع الجزر الوسطى للطرق السريعة بأشجار الزيتون وعد لها شبكة ري بالتنقيط من المصادر، والمسافات التي لا يتوفر فيها شبكة نرويها بتنكات المياه وهي متوفرة في الهيئة.. وسأل اللواء فؤاد عبدالعزيز ماذا سنعمل في الثمار؟ فرد عليه الوزير «متولي» بعفوية وبسرعة قائلاً: خلي الناس تخلل، وضحك ضحكته الشهيرة.. واقتنع اللواء فؤاد عبدالعزيز بالفكرة، وتمت زراعة الجزيرة الوسطي بطريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوي، والجزيرة الوسطى بطريق القاهرة- الإسماعيلية الصحراوي، إلا أنَّ رحيل الرجلين، فتح باباً للإهمال، ولم يتبق من الزيتون إلا شجيرات مازالت شاهدة على نجاح الفكرة.. وكنت أشاهد المارة ينتظرون على جانبي الطريق، ويقطفون الزيتون، وأحكي لأبنائي عن فكرتي من يوسف صبري أبوطالب، إلى سليمان متولي.

واليوم أسأل وكُلي تعجب واندهاش: لماذا لا نزرع الطرق والشوارع والميادين في المدن الجديدة والقديمة بأشجار الموالح والتفاح والجوز والبيكان؟! لماذا لا نراها في العاصمة الجديدة، والعلمين الجديدة، والعبور الجديدة أو أي جديدة؟! ماذا يضركم إذا قطف من ثمارها طفل أو شاب أو رجل أو امرأة؟!

[email protected]