عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

بسبب الزحام الشديد، قررت أن أذهب بمترو الأنفاق أسرع، تركت السيارة فى أحد الشوارع الجانبية ونزلت إلى المحطة، استفسرت من بائع التذاكر عن كيفية الوصول إلى محطة الإسعاف، نصحنى أن أنزل محطة التحرير واستقل الخط المتجه إلى المرج.

وضعت قطعتين من النحاس أمامه ودفع لى بتذكرة، وكرر نصيحته: انزل محطة التحرير وأركب القطار المتجه إلى المرج، توجهت مع الجموع إلى الرصيف، بعد دقيقة واحدة وصل المترو، الزحام شديد والعربات مكدسة بالركاب، فضلت البقاء بجوار الباب تجنبا للزحام ولقرب محطة الوصول، الجو خانق جدا، درجة الحرارة مرتفعة، إحدى الفتيات استعانت بمروحة ورقية لتلطف الجو وتحسب بعض الهواء البارد لوجهها الذى يتصبب عرقا، حدقت فى سقف العربة، رفعت يدى تجاه فتحات التهوية، العرق يتصبب كالسيل على وجوهنا، فتحت الأبواب فى محطة الأوبرا، مددت بوجهى خارج العربة استنشق بعض الهواء البارد، الثوانى مرت كالدهر، الحرارة والجو الخانق، ورائحة العرق، وتكدس الركاب فى العربة، حمدت الله عندما وصل المترو إلى محطة التحرير، فسوف أجفف العرق الذى ينزل كالمطر على وجهى وعينى، وأقف لحظة أبرد حرارة جسدى فى تكييف المحطة.

بعد دقائق سألت أحد الموظفين عن اتجاه الإسعاف، أرشدنى إلى اتجاه المرج، وضعت التذكرة فى الماكينة، خرجت دون أن تفتح البوابات، كررت المحاولة، أخبرنى أحد الركاب بأنها معطلة، خرجت بتذكرتى من ماكينة أخرى مجاورة، سرت فى الممرات متجها إلى رصيف مترو المرج، التكييف معطل فى المحطة، درجة الحرارة مرتفعة جدا فى الممرات، العرق بدأ يتصبب، أسرعت فى الخطى، ونزلت السلالم الرخامية، الممرات طويلة وخانقة، بالكاد يلتقط المارة أنفاسهم، الرصيف بارد بعض الشئ، جففت عرقى، دخل القطار على الرصيف، الذين ينزلون من العربات يحتلون فتحة الباب كلها، لا يتركون مساحة للصاعدين، العربة أيضا مزدحمة، وقفت بجوار الباب، العربة باردة بدرجة ما، تذكرت أن وزارة النقل قامت بتجديد الخط الأول، ودفعت بقطارات جديدة مكيفة، فقد كان الخط الوحيد غير المكيف، تحرك القطار وابتعد عن المحطة، تبدد الهاء البارد، وارتفعت درجة الحرارة:

ــ إيه ده.. التكييف ضعيف ليه؟

فى محطة جمال عبد الناصر، وقفت على الرصيف، جففت عرقى، والتقطت أنفاسى، وانتظرت لحظة أبرد فيها درجة حرارة جسدي، أخرجت التذكرة من جيبى، فقد خفت من تركها بيدى تتبلل من العرق وتفسد، وضعت التذكرة فى الماكينة، التقطها منى احد العاملين، وأشار بأن أمر بدونها، أكثر من ماكينة معطلة، مررت إلى المحطة، الناس تتصبب عرقا، الممرات المتجهة إلى الشارع خانقة ودرجة الحرارة مرتفعة للغاية:

ــ آيه، فرن؟

صعدت إلى الشارع، وسألت نفسى: كيف فكروا فى زيادة التذكرة قبل أن يقوموا بصيانة التكييفات المعطلة والضعيفة؟

 

[email protected]