رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تؤكد الجرائم التى وقعت فى الفترة الأخيرة أن المجتمع فى حاجة لتكاتف الجهود لمواجهة هذه الجرائم الغريبة على طبيعة المواطن المصرى، وتخالف كل القواعد والأعراف الإنسانية، كيف يقتل أب ابنيه الصغيرين بإلقائهما فى النيل ويموتان غرقًا وتشعر وهو يعترف بجريمته أمام النيابة أنه ليس نادمًا بالقدر الذى يتناسب مع حجم الكارثة التى ارتكبها.. ولا تجد فى اعترافاته دافعًا حقيقيًا لارتكاب جريمة شنعاء بهذا الشكل.. وأم تلقى بطفليها فى البحر وتهرب فيموت أحدهما ويكتب الله النجاة للرضيع الذى لا يتجاوز الأربعة شهور.. مهما يكن حجم الخلافات الزوجية لا يمكن أن يكون هذا هو الحل، كان من الممكن أن تترك منزل الزوجية أو تأخذ طفليها وترحل إلى أى مكان، بدلًا من التخلص من طفلين لا ذنب لهما على الإطلاق فى هذه المشاكل ولكن للأسف «الأطفال يدفعون الثمن»!

ولن تتوقف مثل هذه الجرائم الغريبة عن مجتمعنا طالما أننا نبحث فى كل مرة عن الجانى ونحاصره بالأسئلة من أجل الحصول على اعترافه ومحاكمته وتوقيع العقوبة عليه ونغلق الملف دون أى تحليل دقيق للدوافع والأسباب غير المباشرة، حتى يستفيد منها المجتمع بأكمله ومنع تكرارها أو الحد من هذه النوعية من الجرائم الغريبة علينا.

يجب أن ينتفض المجتمع بأكمله مع كل حادثة من هذا النوع لأنها جرائم تهز أركان المجتمع واستقراره بدرجة مخيفة.. التركيبة البشرية والفطرة التى خلق الله بها الإنسان تؤكد استحالة أن يأذى أب أو أم الأبناء، أما أن يحدث ذلك مع سبق الإصرار والترصد فهو أمر مرعب.. يجب أن يكون هناك وقفة حقيقية بحثًا عن الأسباب المجتمعية وأبرزها غياب القدوة والحاجة الماسة إلى مزيد من التركيز على الخطاب الدينى المعتدل الذى يقرب الفرد من الله ويجعله أكثر إيمانًا والتزامًا ويبعده عن هذه الهواجس التى يوسوس بها الشيطان إليه وتجعله يرتكب هذه الجرائم الغريبة عن مجتمعنا.

كما نحتاج إلى مزيد من الجهد لمحاربة الشياطين الذين يتاجرون فى السموم التى تغيّب وعى الشباب من حشيش وبانجو وبودرة وأقراص مخدرة ومدمرة وتجعلهم فريسة سهلة للضياع والانهيار الأسرى والدمار العائلى، والنهاية تفكك فى المجتمع وازدياد عدد المساجين الذين استجابوا للشياطين وقضوا على أبنائهم الذين يدفعون الثمن بلا أى ذنب!

وأخيرًا علينا أن ننتبه إلى ما تقدمه الأعمال الدرامية التى جسدت الكثير من الشخصيات غير السوية والمجرمة والمدمنة والتفاصيل الدقيقة التى ترصدها هذه الأعمال ويتعلم منها الكثيرون ويقلدونها وتكون سببًا فى الكثير من الجرائم، خاصة غير التقليدية والتى لم يتعود عليها المجتمع الذى يقف متعجبًا أمام أب يقتل أبناءه أو أم تدفع أبناءها فى النيل وتتخلص منهم.. ويجب إعادة النظر فى هذا النوع الهدام من الدراما!

 

[email protected] com