رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إلى الدسوقى «أستاذ التاريخ!»

بصراحة شديدة، ما قرأته فى صحيفة «الوطن» على لسان الدكتور عاصم الدسوقى يصيب بالقرف والغثيان، عندما قال إن الزعماء الثلاثة خالدى الذكر سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين ليسوا زعماء.. عيب على أستاذ للتاريخ ألا يعرف التاريخ، أو يؤوله حسب رغباته وميوله الشخصية. وهذا هو الداء الحقيقى الذى ابتليت به البلاد على مدار عقود زمنية طويلة، أن نجد من يطلق عليهم نخبة، أو من يدعون العلم والمعرفة يزورون التاريخ، وينصبون أنفسهم آلهة على خلق الله.

عاصم الدسوقى واحد من هؤلاء الذين يضمرون كل شر لحزب الوفد، ومن المؤسف أن يعتبر زعماء الوفد الثلاثة سعد والنحاس وسراج الدين من المنتمين لحزب الوفد فقط، فى حين أنهم مصريون بالدرجة الأولى، ومواقفهم الوطنية لا نقاش ولا جدال فيها، وعندما يأتى شخص للتشكيك فى زعامة هؤلاء أو النيل منهم، فكأنما ينال من الوطن ذاته. والمحزن فى هذا الشأن أن واحدًا كشخص «الدسوقى» يقوم بالتدريس للطلاب فى الجامعة، وبدلاً من أن يكون حرًا فى تفكيره ومؤرخًا حقيقيًا للتاريخ، يزوره ويدلس فيه.. وهذه ليست المرة الأولى التى يقوم بهذا الفعل فيها هذا الرجل. فدائمًا ما ينال من كل من هو وطنى، وقد يبدو ذلك من باب البحث عن الشهرة أو الشو الإعلامى.

التفكير العقيم الذى يمارسه عاصم الدسوقى، كان سائدًا إلى فترة طويلة، والآن بعد ثورة 30 يونيه، وقيام الدولة الجديدة بإنصاف الزعماء الوطنيين، آن أوان أن يغير هذه الطريقة البشعة التى لن تنفعه ولن تجلب له نفعًا، وإنما ستصيبه بالأذى.. زمن التفكير العقيم واعتقاد أن الهجوم على هؤلاء الزعماء قد يجلب له نفعًا ولَّى إلى غير رجعة، ولن يعود مرة أخرى. من حق «الرجل» أن يؤمن بما يرى، لكن ليس من حقه أن ينزع صفة اكتسبها زعماء بتأييد شعبى لا نظير له على مدى تاريخ مصر الحديث الذى يبدو أنه لم يقرأه جيداً!!

وسأروى واقعة تاريخية لعل أستاذ التاريخ الدسوقى يأخذ منها نفعًا له، أو تكون بمثابة هداية له، بدلًا من تزوير التاريخ.. الواقعة باختصار شديد كانت فى مارس عام 1921، عندما قدمت حكومة محمد توفيق نسيم استقالتها، وتولى عدلى يكن الحكومة، ووعد بتشكيل حكومة ثقة يشارك فيها الوفد، وقوبلت بالرفض الشديد من بعض الأعضاء، وتمسك الزعيم سعد بموقفه الرافض، وزاد الخلاف بين «يكن» و«سعد»، وفى هذه الأثناء أصدر سليمان فوزى مجلة «الكشكول» المصورة فى 24 «مايو» 1921، وكان وكيلًا لشئون الخديو، وتصدر المجلة صباح كل جمعة. وانحازت المجلة للحكومة، وكانت تكيل الاتهامات للوفد، ورئيسه «سعد»، واعتمد سليمان فوزى رئيس التحرير فى سياسته التحريرية على عدم الحيادية والهجوم والتطاول على الوفد، ومن بعده حسين عثمان الذى تولى رئاسة تحريرها، اتبع سياسة الانتقاد اللاذع للوفد بتحريض من الأحرار الدستوريين الذين كانوا يمولون المجلة، ورغم كل الانتقادات الشديدة واللاذعة لـ«سعد»، إلا أن كل كتاب المقالات، ويأتى على رأسهم الساخر الكبير عبدالعزيز البشرى، أطلقوا على سعد باشا الزعيم. واستمر ذلك حتى تعرض الزعيم سعد لمحاولة الاغتيال فى يوليو 1924، وتقرأ افتتاحية كبيرة بعنوان «الاعتداء الفظيع»، والدعاء للزعيم سعد بالشفاء العاجل.

يا أستاذ التاريخ الحديث.. الشعب المصرى أطلق على سعد صفة الزعامة، والأعداء لحزب الوفد نعتوا سعدًا بالزعامة، والمواقف الوطنية للزعيم سعد تؤهله لأن يحصل عليها بجدارة فائقة.. يا أستاذ التاريخ الحديث ألا تعلم أن مشعل أعظم ثورة فى التاريخ البشرى ضد الاحتلال البريطانى هو سعد زغلول.. يا أستاذ التاريخ قبلت أو رفضت فإن سعدًا زعيم، وكذلك النحاس وسراج الدين، وأنت «القزم» بل الأقل من ذلك أمام هؤلاء الوطنيين الذين أدوا للوطن، ومنحهم الشعب الثقة والتف حولهم.. ولقد آن الأوان لك ولأمثالك أن تكفوا عن هذه المهاترات، وكفى تجريحًا للوطنيين الذين لم تشغلهم سوى قضايا الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان والحياة الكريمة للمواطن.

< ثم="" لى="" عتاب="" شديد="" للزميل="" والصديق="" محمود="" مسلم،="" رئيس="" تحرير="" «الوطن»،="" الذى="" يسمح="" بنشر="" مهاترات="" تاريخية="" بشأن="" زعماء="">