رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

فى الذكرى الـ100 لمولده وبمناسبة مرور 40 عامًا تقريبًا على توقيع اتفاقية السلام المصرية ـ الإسرائيلية ـ قام الكونجرس الأمريكى مؤخرًا بتكريم اسم الزعيم الراحل بتصميم ميدالية ذهبية عليها صورة السادات عرفانًا بفضله فى إنهاء الصراع بين مصر وإسرائيل وتسوية النزاع بينهما، والحقيقة أن تكريم الكونجرس للسادات لم يكن مفاجئًا، فقد سبق السادات عصره فعلا، ومازالت إسرائيل تدين بفضله وشجاعته فى إقرار السلام بين مصر وإسرائيل بعد حروب استمرت 40 عامًا بينهما، ورغم أن السلام الذى تحقق لم يأت كما خطط السادات له حرفيًا سواء على المستوى المصرى أو الإسرائيلى إلا أنه كان أفضل الخيارات بشكل عام ،يشكل السادات أسطورة حقيقية فى التاريخ المصرى المعاصر، ورغم أن فترة حكمه التى استمرت 11 عامًا شهدت العديد من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبرى التى هزت المنطقة والعالم، إلا أنها حظيت بالعديد من الإيجابيات والسلبيات أيضًا، ولكن رصد أهم التحولات الكبرى التى مر بها السادات فى العديد من المحطات، أبرزها مرحلة ما قبل ثورة 1952 حيث انخرط السادات فى العديد من التنظيمات السياسية مثل مصر الفتاة والحرس الحديدى إلى جانب تنظيم الضباط الأحرار حتى أنه تمت محاكمته بعد الثورة بتهمة أنه كان تابعًا للحرس الحديدى للملك فاروق شخصيًا عبر يوسف رشاد، وهو ما نفاه السادات قائلاً إنه كان عينًا للضباط الأحرار داخل القصر الملكى وليس العكس، ومن أبرز التحولات فى حياة السادات التى تحسب له عدم اصطدامه بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي كان صاحب كاريزما يندر تكرارها، لذا بقى السادات إلى جوار عبدالناصر حتى اختاره نائبًا له فى العام 1969 قبل القمة العربية فى الرباط الشهيرة ، وعندما توفى عبدالناصر فى العام التالى أصبح رئيسًا للجمهورية، ولو كان اصطدم بعبدالناصر لما أصبح رئيسًا للجمهورية أبدًا، أيضًا يحسب للسادات إنهاؤه عصر الاعتقالات وسطوة المخابرات والتعذيب فى السجون الذى كان سائدًا أيام عبدالناصر، ومن أبرز إنجازات السادات الكبرى حرب أكتوبر المجيدة فى العام 1973 والتى مهدت الأرض لاستعادة سيناء باتفاقية السلام فى العام 1978 حتى عادت كاملة فى عام 1982 ،وفى 1987 بعد عودة طابا بالتحكيم، وكما كان للسادات إيجابيات فقد كانت له سلبيات أيضًا، حيث أطلق السادات عصر الانفتاح الذى فتح الباب للإثراء المشبوه، كما اصطدم بجميع التيارات السياسية قبل اغتياله فأودع قياداتها السجون فى حملة 5 سبتمبر 1981.. رحم الله السادات فقد كان أسطورة حقيقية يندر أن يجود الزمان بمثلها.