كلمة عدل
نواصل اليوم الحديث عن الكنوز المصرية المهملة من عقود طويلة، ولا يتم استخدامها فى السياحة وجلب العملة الصعبة للبلاد. ومن هذه الكنوز المساجد الأثرية المصرية التى تملأ البلاد شمالًا وجنوبًا، وفى القاهرة التى يقال عنها إنها بلد الألف مئذنة.
لقد آن الأوان للاهتمام الكامل بهذه المساجد الأثرية بدلًا من هذا الإهمال الشديد الذى أصابها على مدار سنوات طويلة.
فى إطار التحديث والتطوير الذى يجرى على أرض الواقع فى مناحٍ كثيرة، لا بد من الاهتمام الشديد بهذا الكم الهائل من المساجد، وهذا يتطلب ضرورة التنسيق بين وزارتى الآثار والسياحة، للاستفادة منها فى جلب السياح إلى البلاد وتحقيق المكاسب المادية من ورائها. ولذلك مطلوب من وزارة الآثار أولًا أن تنفض الغبار والتراب من هذه المساجد الأثرية، ونشر الكتيبات المتعلقة بكل أثر من هذه الآثار، تحكى تاريخها وكيف كانت أدوات تنوير وتثقيف وتعليم عندما تم إنشاؤها. لو فعلت الآثار هذا لاختلفت الرؤية تمامًا، وتغيرت الأمور، بدلًا من الحالة الحالية الآن لهذه المساجد، التى تدعو إلى الأسى والحسرة، فهناك مساجد أثرية فى القاهرة الفاطمية، ترى الدواب فى محيطها، وتحولت هذه الأماكن لجراج لعربات الكارو، إضافة إلى الروث الذى يحيط بها.
المساجد الأثرية كنوز مصرية وثروة من ثروات البلاد ولا بد من الاهتمام الكامل بها وعلى وزارة الآثار أن تعمل بجدية لاستغلالها فى الترويج السياحى سواء الداخلى أو الخارجى.
وهذا يحتاج إلى سرعة من القائمين على شئون الآثار، بدلًا من هذا الإهمال الجسيم.
وأعتقد أن الاهتمام بهذه المساجد ذات التاريخ العريق سيعود بالنفع على الأمة المصرية فكريًا وثقافيًا، وماديًا من خلال الترويج السياحى لها، ففى كل بلاد الدنيا، نرى دولًا كثيرة تضع نصب أعينها مثل هذه الثروات، للاستفادة منها. ولقد آن الأوان باتخاذ خطوات جادة وفعالة فى هذا الشأن.
لماذا لا يكون هناك بروتوكول تعاون بين وزارتى الآثار والسياحة للترويج السياحى لهذه المساجد الأثرية، التى كانت فى يوم من الأيام منارات تنوير وتثقيف للناس، وتخرج فيها علماء أجلاء على مدار تاريخها، لو تم الاهتمام بها فسنجد شبابًا مصريًا يعرف تاريخ بلاده من هذه المساجد الأثرية، إضافة إلى لفت انتباه السائحين لزيارتها.
.. وللحديث بقية
رئيس حزب الوفد