رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

مطالب محمد صلاح من اتحاد كرة القدم المصرى بسيطة ويمكن تحقيقها بدون إثارة أو ضجة، ولا يمكن أن نطلق عليها أزمة، وإذا كان هناك من يعتبرها أزمة فإنها سهلة الحل. المهم أن «مو صلاح» مصرى وطنى حتى النخاع يحترم مصر وشعبها وقيادتها ولا يوجد شك فى ذلك، ويعتز به الشعب المصرى لأخلاقه وموهبته وتشريفه لبلده باعتباره من أفضل ثلاثة نجوم فى كرة القدم بالعالم، بل يعتبره المصريون الأفضل على الإطلاق. وحب المصريين لصلاح جعلهم يتحولون إلى إنجليز من ليفربول خلال المباريات التى يخوضها فريق ليفربول فى الدورى الإنجليزى أو فى المباريات القارية لمتابعة نجمهم المحبوب صلاح، الآلاف على المقاهى يدعون لصلاح بتسجيل أهداف فى مرمى الخصم، ويتمنون له السلامة، وكذلك صلاح يبادل أهله فى مصر نفس الحب والتقدير لأنه من طينة هذا الوطن وريفها، وأنه لا ينفصل عن جذوره، وهو يثبت ذلك فى جميع مواقفه.

مطالب صلاح من اتحاد كرة القدم المصرى هى: أنه يريد توفير الراحة له ولزملائه فى فندق الإقامة بالقاهرة خلال المعسكرات والاستعدادات لخوض المباريات الدولية مثل مباراة النيجر القادمة فى مسابقة الأمم الإفريقية وصلاح له كل الحق فى ذلك حيث اشتكى بأنه خلال المعسكر الأخير الذى أقيم فى شهر رمضان الماضى لم يستطع النوم إلا فى السادسة صباحا بسبب المقابلات، وتم منعه من مغادرة غرفته لتناول السحور والإفطار بحجة وجود جمهور ينتظره فى قاعة الطعام، ولا يريد صلاح شيئا لنفسه، أو ميزة، خاصة له تميزه عن باقى زملائه فى المنتخب، كل الذى يريده هو توفير الخصوصية للفريق من أجل التركيز، ولا هو مغرور، ولا متكبر ولا ينزل فى غرفة بمفرده، ولم يطلب من أحد انتظاره فى المطار أو سيارة خاصة، وكل ما يطلبه هى أشياء كما قال تحدث فى الخارج.

وقام صلاح بإرسال وجهة نظره فى خطاب إلى اتحاد كرة القدم، ولم يرد عليه الاتحاد.

وقيل إن اتحاد كرة القدم وصف صلاح بلفظ «المدعو» محمد صلاح، وهدد بإحالته إلي لجنة الانضباط وهذا ما أغضبه، وجعل وكيل أعماله يخاطب اتحاد كرة القدم بأسلوب غير لائق وهو ما اعتبره البعض أزمة، رغم أن مطالب صلاح سهلة وواجبة التنفيذ أيضا لأن من حق اللاعبين أن يشعروا بالراحة والخصوصية داخل الفندق، وتقمص وكيل أعمال صلاح شخص السامى البريطانى والحاكم بأمره ووجه إهانات غير مقبولة لاتحاد كرة القدم المصرى، وأملى عليه مطالب بخصوص صلاح، طالب الاتحاد بالاستقالة فى حالة عدم قبولها، ومنها انتظار صلاح فى المطار، ونقله بسيارة خاصة إلى الفندق، وتعيين حارسين له، وحارس عند باب الأسانسير المواجه لحجرة صلاح، وعدم قبول زائرين لصلاح، وعدم التقاط صور معه، ومنع المواطنين من التواجد أمام غرفته، وقال وكيل أعمال صلاح لاتحاد كرة القدم إن استجابتكم لهذه المطالب واجبة أو الاستقالة وأظن أن الشعب المصرى يوافقنا فى هذا الأمر.

لا يا «عباس» الشعب المصرى لا يأخذ تعليمات منك ولا من غيرك، ولا يوافقك على إقالة أو استقالة اتحاد كرة القدم المصرى الذى يعتبر رأس منظومة كرة القدم المصرية، فأنت طرف ثالث تحاول النفخ فى الزبادى، والبحث عن أزمة بدون لازمة، أنت اتهمت اتحاد كرة القدم بالفشل فى كأس العالم نتيجة سوء الإدارة، ونحن اتهمناه قبلك وطالبناه بالاستقالة، ولكننا نرفض استقالته حاليا عندما تكون بتوجيه منك، فاتحاد كرة القدم هو مؤسسة تمثل الكرة المصرية، وليس مقبولا أن تخاطبها بهذا الأسلوب المتعجرف، وتملى شروطًا عليها لم يطلبها اللاعب الدولى المصرى محمد صلاح الذى تعمل وكيل أعماله، غير مقبول منك هذا الأسلوب، خاصة عندما تقول ان لك مطالب غير قابلة للتفاوض، وغير مقبول أيضا أن تدخل «صلاح» فى نفق السياسة وتصفه على أنه من قوى المعارضة فهذا ضد مبدأ صلاح الوطنى الذى يؤكد فى كل مناسبة احترامه لقيادة مصر وشعبها، وأنه ابن بار لهذا الشعب الذى خرج من ريفه.

أقول لاتحاد كرة القدم المصرى لا تدخلوا طرفًا ثالثا فى المشكلة ولا تحولوا الأمر إلى أزمة، ولا تتجاهلوا مطالب صلاح تقديرا لهذه الموهبة فخر مصر والعالم، طالما أنها مطالب منطقية له ولزملائه ولا يسعى لمطالب شخصية تميزه عن باقى أفراد المنتخب، سنظل نفخر بصلاح اللاعب الدولى المصرى الخلوق، ونظل نرفض أى إملاءات من الخارج، من أي طرف، ونرفض الطرف الثالث المتعجرف لأن كلامًا لا يليق صدر منه، وندعو صلاح لأن يؤاخذه عليه.