رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

كتبت قبل أسبوع فى هذا المكان، عن الطالبة يمنى أحمد الخضيرى، ابنة محافظة قنا التى درست فى مدينة قوص، إحدى مدن المحافظة، فحصلت فى امتحانات الثانوية العامة هذا العام، على الدرجات النهائية فى جميع المواد، إلا مادة الفيزياء، فلقد حصلت فيها على ٥٨ من ٦٠، فلما طلبت إعادة تصحيح ورقة إجابتها، كانت على موعد مع الدرجة النهائية فيها أيضًا!

وأصبح مجموعها الكلى ٤١٠ من ٤١٠!

وما كادت هذه الجريدة ترى النور، صباح الأربعاء الماضى، حتى كان الدكتور عادل اليمانى، المستشار الإعلامى للأستاذ محمد فريد خميس، على تواصل معى، لأتلقى بعدها اتصالًا من خميس، فهمت منه أنه يحب مساعدة المتفوقين دائمًا، وأنه قد قرأ ما كتبت عن يمنى، وأنه قرر منحها دراسة جامعية مجانية في الجامعة البريطانية في القاهرة، أو في أكاديمية الشروق، مع إقامة على نفقته، ومساعدة من جيبه، إلى أن تنتهى من مرحلة الجامعة تمامًا!

وهو خبر سار ليس فقط للطالبة يمنى، ولا لأسرتها فحسب، ولكن لكل متفوق يريد أن يرفع اسم بلده عاليًا، ويريد أن يكون له مقعد بين المتفوقين!

و الرجل مشكور على مبادرته مع يمنى، ومع غير يمنى، فالمتفوقون في أشد الحاجة في بلدنا، إلى مبادرات من هذا النوع.. مبادرات تدرك أن المتفوق عُملة نادرة بطبيعته، وأنه يظل في حاجة إلى مَنْ يأخذ بيده، وبالذات إذا كان لا يملك من المال ما يجعله يواصل التفوق إلى آخر المشوار!

وهذه مناسبة أدعو من خلالها كل أصحاب الأعمال، إلى أن تكون لهم مبادرات مماثلة، وأن يكون المتفوقون تحت أعينهم طول الوقت، وأن يتبنوا كل متفوق، وأن يقدموا له ما يجعله قادرًا على ترجمة تفوقه إلى شيء عملي ينفع به الناس!

أدعو أصحاب الأعمال، وأرجوهم.. فمثل هذه المبادرات هي جزء من دور رأس المال الخاص فى مجتمعه، ولا بديل عن القيام بهذا الدور، إذا أردنا مجتمعًا قادرًا على أن ينافس بين المجتمعات!

والدولة في المقابل عليها الدور الأكبر.. فمبادرات أصحاب رأس المال، عمل تطوعي في النهاية، لا تستطيع أن ترغم صاحبه عليه.. إذا قام به فأهلًا وسهلًا.. وإذا لم يبادر به، فليس في إمكانك أن تسأله عما منعه من المبادرة.. ولكن الدولة شيء آخر تمامًا.. الدولة مسئولة عن كل مواطن يعيش على أرضها ويحمل جنسيتها، فإذا كان هذا المواطن طالبًا متفوقًا، كانت مسئوليتها مضروبة في اثنين، وربما في عشرة.. فهكذا يفعل العالم، وهكذا تتصرف الدول المتطورة، وهكذا تبادر الدول الراغبة في أن تكون لها مكانة، لا مجرد مكان بين الأمم!

أريد أن أسمع أن كل طالب متفوق موضع رعاية خاصة من الدولة، وأريد أن أقرأ أن الدولة تعي معنى رعاية المتفوقين من بين أبنائها، وأنها تذهب إلى هذا المعنى من أقصر طريق!

أريد أن أسمع.. وأريد أن أقرأ.. فالطالبة يمنى تفتح بتفوقها ملفًا لا يجوز إغلاقه، ولابد أن يظل مفتوحًا على الدوام، لأنه يفتح طريقًا إلى القمة أمام البلد!