رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

إن قيمة الإنسان فى الحياة بشكل عام غالبًا ما تتحدَّد بما يتركه فيها من عمل جليل قام بتقديمه للإنسانية وخدم به أخاه الإنسان، كما تتحدَّد -أيضًا- بما خلَّفه من أبناء أسوياء -أو كما نقول ذرية حسنة- أحسن تربيتها، وتعليمها، وزرع فيها مبادئ حب الخير، وتذوق الجمال، والإحساس بمشاعر الحب، وإتقان العمل وأهمية الكفاح وتعلُّم الصبر.. وغيرها الكثير من زاد رحلة الحياة؛ فخرج من تلك الذرية مَنْ عمَّر الأرض، خرج منها مَن زَرَع وصَنَع، ومَن أبدع فيما تخصَّص فيه أيًّا كان تخصُّصه.

وملهمتى اليوم -وأردت أن أُخَصِّص مقالى لها «صاحبة الذِّكرَى» الخالدة والرائعة، والتى وَجَدْتُ أيضًا أنها من أبرز الأمثلة على ما ذكرته فى السطور السابقة، والتى أعى جيدًا كذلك أن مساحة مقال واحد، وربما عشرات، بل مئات المقالات لن تساعدنى فى أن أوفيها حقها، سواء فى مجهوداتها وكفاحها الفنى، أو الصحفى، أو نضالها السياسي، ولا فى الجوانب الإنسانية الأخرى بما تتضمنه من مشاعر وعواطف فى حياتها الأسرية -خاصة- كأم أنجبت لنا أحد أهم كاتبنا وأدبائنا المعاصرين، هذا الذى برع فى عدة مجالات، كان أهمها على الإطلاق الكتابة والتعبير بعمق وصدق وحرفية عالية عن المرأة، إنه «إحسان عبد القدوس» -رحمه الله- وإنها السيدة العظيمة الأنيقة الفكر والمشاعر «فاطمة اليوسف» أو «روز اليوسف» -رحمها الله-.

واليوم أيضًا، لن أتحدَّث معكم عن تاريخها المليء بلحظات الفشل والنجاح، الضيق والفرج، المعاناة وتحمل المسؤولية منذ سن السابعة، كما لن أتحدث عن شموخها وشخصيتها البارزة، ومواقفها الجادَّة الحاسمة الواضحة والمشرِّفة، ولا عن تضحياتها المتوالية، ومحاولات تماسكها الدائمة، ولا عن مؤسستها «دار روز اليوسف» التى تُعَدُّ بمثابة المعهد الذى خرج وتأثَّر به أعداد لا حصر لها من الكتَّاب والسياسيين والفنانين والفنيِّين والعمال، ولن أتوقف عند حبها لبلدها مصر وللصالح العام ووطنيتها.

وربما سأترك كل ذلك وأكثر وأتوقف بكم ومعكم عند بعض السطور البسيطة التى كان قد كتبها ابنها المبدع الموهوب أديبنا الكبير صاحب الحس المرهف «إحسان عبد القدوس» حيث كتب: «وكنت أحيانًا أضع نفسى بعيدًا عنها وأجرِّد نفسى من عاطفتى نحوها، ثم أحاول أن أدرسها كما يدرسها أى غريب عنها؛ علَّنى أجد مفتاحًا لشخصيتها، وعلَّنى أخرج من دراستى بقاعدة عامة لحياتها أطبقها على بنات جنسها، ولكنِّى كنت أخرج دائمًا بمجموعة من المتناقضات لا يمكن أن تجتمع فى إنسان واحد! إنها هادئة رقيقة تكاد تذوب رقة، يحمرُّ وجهها خجلًا إذا ما سمعت كلمة ثناءً، ويكاد صوتها الناعم الخفيض الرفيع المنغم يشبه صوت فتاة فى الرابعة عشرة... وهى تفضِّل العُزْلة، ولها دنيا خاصة تعيش فيها، وليس لها كثير من الأصدقاء الخصوصيين، وأغلب من يعرفونها لا تعرفهم، وتكره أن تقيم فى بيتها حفلة أو مأدبة... كانت قلبًا طيبًا ينشر الحب والسلام حوله، حتى تبدو ساذجة تستطيع أن تضحك عليها بكلمة، ويدًا سخية...».

وللمقال بقية مع «روزا الأنيقة الفكر والمشاعر» سنستكمله الأسبوع المقبل بإذن الله.