رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عسل أسود

هل تريدون حقا إعادة بعث الصحافة المصرية خاصة الورقية من مرقدها أم أنكم تسعون بكل قوة تشييعها إلى مثواها الأخير؟

 بداية ليس منطقيًا أن يكون من تسبب في المرض مسئولاً عن العلاج، لذا جاء اجتماع الهيئة الوطنية للصحافة «جمع المسئولين عن أزمة الصحف ولم يستعن بمن يمكن أن يفكر في إصلاح الصندوق أو التفكير خارجه» لذا جاء  قرارهم «من أول سبتمبر القادم زيادة  أسعار الصحف بنسبة 50%، لتعويض الخسارة» وهذا سوف يعمق المشكلة ولن يحلها، وسوف يزيد الأزمة ولن يكون مخرجًا منها، وسوف نغرق في الدوامة دون أي أمل في النجاة، فأزمة الصحف ليست في تكلفة طباعتها التي تفوق ثمن بيعها، طوال التاريخ الصحف لا تغطي تكاليفها من المبيعات وإنما تغطي تكاليفها وكانت تربح في أوقات سابقة من حجم الإعلانات، عندما كان يلجأ لها المعلنون للاستفادة من حجم توزيعها الذي وصل ملايين من النسخ.. وأيضا من خلال أنشطة تسويقية وتجارية أخرى عندما كانت تدار المؤسسات الصحفية خاصة القومية منها كمؤسسات «رغم الأخطاء وقتها» بعكس الحال الآن حيث أصبحت عاجزة بسبب تولي قيادتها أشخاص أقل من مستوى المسئولية «وهذا ليس ذنبهم وإنما ذنب...... «

علاج أزمة الصحافة المصرية عامة، والقومية على وجه الخصوص يحتاج إلى وقفة صادقة مع النفس. في البداية يجب أن تعترف الدولة بأن الصحافة والتلفزيون والإذاعة وغيرها .. إعلام دولة واحد عناصر قوتها الناعمة وقدرتها الشاملة والمؤثرة وذلك منذ زمن بعيد والآن وفي المستقبل..  انظروا إلىBBC   وCNN  وفرانس 24 وسبوتنك وفي المنطقة العربية انظروا إلى الجزيرة والعربية وغيرهم .. انظروا إلى وكالات الأنباء والصحف الكبرى..  لذا دعم الدولة للصحافة واجب وليس بدعة.

لابد أن تدرك الدولة «رئاسة وحكومة وبرلمانًا» أن الرئيس جمال عبدالناصر عندما أراد أن يكون للثورة صحافتها أنشأ جريدة «الجمهورية» لتكون لسان حال الثورة وعهد بذلك إلى أنور السادات «الذي أصبح رئيسًا للجمهورية في وقت لاحق»، وأنشأ جريدة «المساء» وعهد بذلك إلى خالد محيي الدين وطبعا تبعه إنشاء التلفزيون والإذاعات المختلفة.

لابد أن تدرك الدولة أن الصحافة القومية الورقية كانت توزع ملايين النسخ عندما كانت تنتهج سياسة تحريرية تحقق التوازن بين السياسة العامة للدولة وبين التعبير عن هموم ومشاكل الناس فوجد القارئ «الزبون الفعلي» نفسه فيها فكان يقبل على شرائها، وكان ذلك مفيدًا للجميع فالدولة توصل رسالتها لأكبر عدد من الناس .. والقارئ يجد صوته صدى لدى صانع القرار .. والمعلن يسوق منتجه بين الجماهير .. والصحف «تؤثر وتربح».

الحل أنه كما قال صديقي «أحمد حافظ» أن يجد القارئ في الجريدة كل شيء يبحث عنه.. رأيه.. حلمه.. آماله لبكرة.. مشكلاته.. طالباته.. عن قضية فساد كبيرة.. عن القهر والذل اللي بيشوفه يوميا في المصالح والهيئات الحكومية.. عن نقد مسئول أخطأ، عن محاسبة مسئول مقصر.

أخيرا .. خلونا صرحاء مع أنفسنا هل الدولة تريد تطوير المؤسسات الصحفية القومية وجعلها تعود قوية ومؤثرة .. فإذا كانت تريد فنحن لدينا مليون حل لذلك .. وحلول تحافظ في نفس الوقت على السياسة العليا للدولة .. أم خلاص الدولة قرت الفاتحة على الصحف القومية وتريد تشييعها لمثواها الأخير وفي هذه الحالة نريد أن نعرف حتى نستعد لمصيرنا المجهول .. لكن عذرًا لن نقبل العزاء .. ففي بلدي في قلب صعيد مصر لا نقبل العزاء في قتيل.

[email protected]