رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لا يوجد إعلام بالعالم يضرب بعمق بلاده القومي عرض الحائط سوي الإعلام المصري، وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم، فقد ظهرت علي السطح بصورة حمقاء عام 2010 عندما أشعل سماسرة الفضائيات حرباً إعلامية مع الجزائر بسبب مباراتي كرة قدم بالقاهرة والخرطوم، ومن أجل الإعلانات وحصة مقدمي البرامج منها، اشتعل الموقف بصورة كبيرة، ما أثر وقتها علي بعض العلاقات الاقتصادية، ومن الناحية السياسية تم نوع من الاستقطاب، فمالت دول الخليج لتبني الموقف المصري، ودون سبب منطقي خلقت أزمة بين البلدين الشقيقين. 

والغريب أن ضحالة بعض الإعلاميين آنذاك، جعلتهم ينسون دور الجزائر في دعم مصر عسكرياً، فعقب نكسة 1967 أرسلت الجزائر اللواء الثامن إلي مصر في 17 كتوبر 1967، وهو مكون من حوالي 2000 مقاتل، و800 عربة، و50 شاحنة وقود، علاوة علي مد مصر بـ 3 أسراب جوية مقاتلة 21 بإجمالي 50 طائرة، والمشاركة مع القوات الجوية في حرب أكتوبر.

وخلال زيارة الرئيس الجزائري هواري بمدين للاتحاد السوفيتي عقب نشوب حرب أكتوبر 1973 قدّم الرئيس الجزائري مبلغ 200 مليون دولار مقدماً لحساب مصر وسوريا بواقع 100 مليون دولار لكل بلد ثمناً لأي قطع ذخيرة أو أسلحة يحتاج لها البلدان، حيث اشترط الاتحاد السوفيتي آنذاك السداد نقداً ثمناً لأي أسلحة ترسل للبلدين، ومع ذلك قصفت الجزائر إعلامياً من أجل كرة مليئة بالهواء، تركلها الأقدام.

وعلي المنوال نفسه، بعام 2014، تعدت مذيعة بإحدى القنوات الفضائية علي دولة المغرب الشقيق عندما قالت: «دولة المغرب اقتصادها قائم على الدعارة» وقد ترتب علي ذلك أزمة دبلوماسية، وشعبية دون سبب.

أما المشكلة الأخطر، فهي تعمد التراشق اللفظي مع المملكة العربية السعودية من قبل الكثيرين، علي الرغم من دعمها للاقتصاد المصري بقوة، وقد أسهم هذا الدعم في إنعاش الاقتصاد المصري الذي كان معرضاً للشلل بسبب عدم الاستقرار، خاصة في عامي 2013 و2014، كما أن حكومات دول الخليج هي تقريباً الدول التي أوفت بالتزاماتها بمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الذي عقد بمارس 2015.

ولا يمكن لعاقل أن ينسي دعم المملكة العربية السعودية في مساندة مصر في حرب 1973، عندما مولت جزءاً كبيراً من احتياجات الجيش المصري، ونسقت مع دول الخليج  فى حرب البترول بقطع المواد البترولية عن الدول المؤيدة لإسرائيل، وهذه الخطوة علي وجه التحديد كانت كفيلة بتحرك الغرب عسكرياً من أجل النفط، ولولا السياسة لفقدت دول الخليج بأثرها سيادتها في مواجهة عسكرية مع حلف الأطلنطي بسبب هذا الموقف القومي، والغريب أنها اليوم تتلقي الطعنات من الإعلام المصري دون مبرر، كأن هناك من يريد الانتقام من الداعمين لمصر.

صحيح أن هذه المواقف ليست منة، وتنطلق من  وحدة المصير، وأن تبادل الدعم بين العرب إنما هو سجال بين الدول، فالمانح اليوم قد دعم بالأمس، وسيتلقي العون في الغد، فقد حكم التاريخ أن هذه الأمة بعضها من بعض، وهذا يحتم مراجعة السياسة الإعلامية لمصر، فمن الوارد الاختلاف في وجهات النظر، ولكن  من الساذجة أن تفقأ أعيننا بالإعلام.