رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات أردت أن يكون حديثى بعيداً عن السياسة والموضوعات المكلكعة والمشكلات العويصة وسيكون حديثى عن تخلفى وسذاجتى مع شباب اليومين دول والذى ظهر لى أننى «دقة قديمة» و«رجعى» ولا أستطيع مسايرة العصر.. وما حدث أثناء شرائى بعض أرغفة فينو ينفع يتعمل مشهد كوميدي حيث لمحت أن الشاب الذى يجلب لى الأرغفة بنطلونه لا مؤاخذة ساقط وببساطة أهل القرى السذج أشرت إليه بالفهلوة أن يرفع بنطلونه ولكن البعيد لم يفهم.. فقلت له ارفع البطلون يا ابنى فنظر لى نظرة حادة وتكاد عيناه تضج بالشرار وقال لى شكراً يا سيدى.. مش اخذت الفينو.. اتكل على الله.. وتدخل شاب آخر سمع الحوار ليقول لى يا حاج هى دى الموضة انت كده أحرجته.. فقلت له يا ابنى دا عورته لا مؤاخذة باينة.. فوجدت الشاب الوسيط ينظر إليّ بنفس الحدة ويقول لى مش عاوزين مشاكل يا عم.. ونسيت الموضوع وبعد عدة أسابيع كنت أشترى الفينو من نفس المكان وهممت لأنصرف فوجدت نفس الشاب بنفس البنطلون.. وقبل أن أنسحب من لسانى تذكرت معركتى الخاسرة مع الشابين فآثرت السكوت وبطلت أشترى الفينو من أصله.. وانطلقت وأنا أحدث نفسى عن العادات والتقاليد التى تربينا عليها وتاهت بيننا وإذا بى أتلقى نفس الصفعة ولكن بطريقة أخرى داخل المترو عندما همست فى أذن جارى فى الكرسى قائلا له خيط البنطلون يا ابنى.. فوجدت ابتسامة عريضة ترتسم على وجه الشاب وقال لى هو كده وأدار وجهه ناحية الشباك وأخذ يضحك بطريق هستيرية وأنا لم أسكت لأننى وقتها كانت لدى معرفة بهذا النوع من البنطلونات وحاولت التظاهر بالعبط والسذاجة ظنا منى أننى سأحرجه.. فرفعت صوتى قائلا: يااااه انتوا عندكم فيران دا البنطلون متقطع من كل حتة.. فضحك بعض المتابعين ورد البعض متطوعا يا أستاذ هو كده.. فتظاهرت بنفس الطريقة بأنه يجب أن يبحث عن إبرة وخيط فور عودته المنزل حتى «لايتسع الخرق على الراتق»، أقصد حتى لا تتسع القطوع.. فكرر الشاب نفس العبارة ولكن بشدة.. هو كده.. أنا شاريه كده.. وعلى طريقة الدكتور شديد وهو يقول ومالوا ياخويا.. قلت له وليه يا ابنى تشترى بنطلون مقطع.. عشان رخيص تجيب حاجة عورتك باينة منها.. ما هو يا ابنى وركك اللى باين ده عوره فقام المحيطون بى بتهوين الأمر على الشاب وقالوا لى ده البنات بتلبس نفس البناطيل وأسوأ من كده يا أستاذ فتظاهرت أننى لا أعلم هذه البلاوى وبعدها بعدة أشهر حدثت واقعة المحامى نبيه الوحش والذى أحيل للقضاء متهماً بإهانة النساء وحكم عليه بالسجن وحمدت الله وقتها أن الشاب الذى كنت أوجه له العتاب تسلل بين الركاب ونزل فى أقرب محطة ولم يحرر لى محضر سب وقذف وكنت سأحال مع صديقى القديم نبيه الوحش بتهمة إهانة شباب البناطيل المقطعة والساقطة ومن وقتها وكلما رأيت شابا بنطلونه ساقطا أعمل نفسى مش شايف أما إذا رأيت بنطلونه الممزق فأداعبه قائلا: إيه الشياكة والجنتلة دى يا ساحبى ما فيش بناطيل مقطعه تنفع لراجل فى سنى كده وكنت قد ألفت رباعية تقول:

يا واد يابو بنطلون ساقط ومرقع

وماشى ما بينا تترقص وتتمرقع

لو ابوك سايبك فى الشوارع بتتسكع

حالف ما أشوفك لانزل على صداغك وارقع

واليوم أعلن أنها ليست من تأليفى لأن عقاب سارقى التراث والأعمال أهون كثيراً من سب أصحاب البناطيل الساقطة والمقطعة وربنا يحمى شبابنا المحترم وينصره على من يعاديه.