عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

مشكلة المواريث التى فجرها باجى قائد السبسى رئيس تونس الشقيق، لا يجب أن نتوقف بها عند الشريعة الإسلامية فقط، بل علينا أن نبحثها فى الأديان الكتابية، اليهودية والمسيحية، وما يدفعنا إلى هذا هو دخول البعض على الخط، وتأييدهم لاقتراحات السبسى، واتهامهم للموروث الفقهى الإسلامي بالتخلف والذكورية وعدم مساواته بين المرأة والرجل، هذا مع أن المواريث وضعها الله عز وجل ولم تكن نتاجاً فقهياً بشرياً.

الذى يجب أن يعرفه كل مسلم فى العالم أن المرأة فى الديانة اليهودية لا ترث، والشيء نفسه فى الديانة المسيحية، والانتقادات التى يوجهها البعض إلى الشريعة الإسلامية بخصوص ميراث المرأة، هى نتاج جهل أو تحقيق لأجندة أو سعي لزرع فتنة.

فى اليهودية التركة تقسم بين الذكور فقط، والابن البكر يرث سهمين: ليعطيه نصيب اثنين- (سفر التثنية 21 : 17). والمرأة قبل موسى النبى لم تكن ترث، وكانت فى زمن أيوب النبى ترث بشكل استثنائي، فقد قام أيوب: «وأعطاهن (بناته فقط) ميراثاً بين إخوتهن- أيوب 42: 15».

لكن بعد وفاة صلفحاد من سبط منسى بن يوسف بن يعقوب، تقدم بناته إلى موسى النبى، وطالبن بنصيب من الأرض الموعودة، موسى عرض طلبهن على الرب، ووافق الرب على توريثهن، وأرسى الرب عدة قواعد فى المواريث، الأولى: توريث البنت فى حالة عدم وجود إخوة ذكور، الثانية: نقل التركة لإخوة المتوفى غير المنجب، الثالثة: نقل تركته لأعمامه إذا كان وحيدا، الرابعة: تنقل لأقرب نسيب فى السبط إذا كان بدون إخوة أو أعمام (عدد 27 : 1 ــ 11)، أما الأرملة فهي لا ترث بل تورث، حيث يتزوجها شقيق زوجها وينجب منها أولادا باسم شقيقه المتوفى، وإذا رفض تضربه بنعله، ويسمى بيته: بيت مخلوع النعل (تثنية 25 : 5 ــ 10).

وبالنسبة للديانة المسيحية فلم تتضمن أية تشريعات خاصة بالمواريث، والحالة الوحيدة التى ذكرت المواريث فيها جاءت فى إنجيل لوقا، وقد رفض المسيح فيها التدخل فى مشاكل المواريث: «قال له واحد من الجمع: يا معلم، قل لأخي أن يقاسمني الميراث، فقال له: يا إنسان، من أقامني عليكما قاضيا أو مقسما- لوقا 12 : 13ـــ 14».

على أية حال لا أحد يسعى إلى تعطيل أية محاولة للتجديد والتطوير، طالما أنها تستند على نصوص لا على قرارات أو أمنيات أو أجندات خارجية أو محلية، لكن السؤال الذى يجب أن يتوقف أمامه كل تونسى هو: ماذا فعلت تونس بما منحته للمرأة منذ أيام بورقيبة؟، ما الذي جنته من هذه القرارات اقتصادياً، وثقافياً، وتعليمياً، وسياسياً؟، تونس ما زالت كما هى تعانى: الفقر، البطالة، تردى المرفق الصحى، ضعف الصناعة، الديون، أضف إلى كل هذا إنتاج الإرهاب وتصديره، نحن لا نتدخل فى الشأن التونسى، لكن الحديث عن القانون كما قلنا يخصكم، والحديث عن الشريعة يخص ملياراً و62 مليون مسلم.

[email protected]