عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

أرفض بشدة التعامل القسرى مع أصحاب الرأى والاجتهاد مهما ضل رأيهم وخاب اجتهادهم.. فعدم مقابلة الرأى بالرأى إضعاف للحق وتقوية لأصحاب الرأى الفاسد.. وربما جذب لهم أتباعاً لم يحلموا بهم.. وللحق أقول إن تشدد من يحتكر التحدث باسم الدين هو ما أنتج لنا ذلك الفريق المتربص بكل ماجاء فى الدين.. وما يجمع الفريقين على تضادهما هو عدم الفهم الصحيح للإسلام ومقاصد شريعته السمحاء.

وآخر ما سمعت من «افتكاسات» اتباع الهوى.. قول بعضهم إن تعدد الزوجات ليس أصلاً فى الإسلام ومقصور على الزواج من أمهات اليتيمات فقط، لا أدرى من أين جاء صاحب هذا الرأى بتلك الفرية، ولماذا خص أمهات اليتيمات بحكم التعدد وليس اليتيمات أنفسهن أو أخواتهن! ويعتمد أصحاب تلك الفرية على فهم خاطئ لقوله عز وجل (وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى فانكحو ما طاب لكم من النساء).

وهذا الفهم الخاطئ يتجاوز الجهل بأسباب نزول الآية وتفسيرها وما ورد فى تفسيرها من أحاديث صحيحة وآثار وما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته واتباعهم، إلى عدم إدراك أساليب اللغة العربية والإجمال فى الآية.. وعدم فهم العلاقة بين جملة الشرط وجوابها.

فالآية المذكورة تدعو لعدم الزواج من اليتيمة إن كان الزوج سيهضم حقها بدعوى رعايتها، وليس الزواج من أمها كما فهم أصحاب ذلك الرأى.. بل تشير إلى السعة ونكاح ما طاب لهم من النساء غير تلك اليتيمة الثرية تجنباً لظلمها.

والقضية هنا أكبر بكثير من الخطأ فى فهم آية.. إنها قضية عدم إدراك سعة ومقاصد دين هو خاتم رسالات السماء للأرض.. دين جاء للإعمار وتحرير الإنسان من قيوده إلى أبعد فضاءات الإنسانية والرقى.. وما يجهله الفريقان أن الإسلام وضع خطوطاً عريضة لتنظيم الحياة، وترك التفاصيل للعقل البشرى.. وأقر المولى عز وجل تلك الحقيقة فى أمره (خذ العفو وأمر بالعرف).. وقال نبيه «أنتم أدرى بشئون دنياكم».. فلم يتجاهل الإسلام تطور البشرية واختلاف حاجاتها من زمان لآخر ومن بلد لغيره.

فكان الأصل فى الإسلام الإباحة والتحريم بنص أو قياس وفقاً لشروط القياس العلمية، فحين يمنح الله الإنسان سعة فى أموره، فالغرض منها التيسير والتخيير وليس التضييق والإلزام كما يفهم أصحاب الصدور الضيقة.

وأخيرًا يجب أن يفهم الفريقان أن حكمة المولى عز وجل فى شرعه أسمى وأبعد بكثير من إدراكها أو التعديل عليها بعقولهم المحدودة.. كما يجب أن يدركوا أن الدين خاضع لحكم منزله وليس لأهواء البشر.. وللحديث بقية.

[email protected]