رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أتعجب كثيراً من بعض المسئولين الذين نتابعهم فى بعض البرامج الفضائية يتحدثون عن الإخلاص والأمانة والأخلاق والشرف وأن منهجهم فى العمل لا يخرج عن هذه المعايير أبداً، وفجأة نتابع أخبار القبض عليهم بتهمة الرشوة وتصبح حكايتهم على كل لسان وتتوالى التفاصيل والفضائح التى تكشف أن هذا المسئول ما هو إلا (شيخ منصر) ولص كبير.. والغريب أنه يتكلم بمنتهى الثقة وكأنه لا يرتكب أى خطأ أو جريمة أو كأن ما يفعله أمر عادي.

والأغرب أن الفضيحة مكتملة الأركان والتى تعتبر (وصمة عار) وتكتب كلمة النهاية لمستقبل المرتشى المهنى و(الجرسة) التى تطول عائلته وكل من ينتمى له، لا تجعل الآخرين يرتدعون ويفكرون ألف مرة قبل أن يرتكبوا نفس الجريمة وكأنهم لا يعون أو لا يفهمون أو لا يتعلمون الدرس!

فى الأيام الأخيرة تم القبض عل رئيس حى الهرم إبراهيم عبدالعاطى بتهمة الرشوة من أحد ملاك العقارات لبناء أدوار مخالفة فى حدائق الأهرام التى تحولت أماكن كثيرة فيها إلى ما يشبه (العشوائيات) رغم أنها كانت فى بداياتها فى منتهى الرقى.. وبسبب مثل هذه النماذج التى تتولى المسئولية وهى غير مسئولة على الإطلاق ضربت العشوائية أوصالها.. والمثير للدهشة أننى تابعت هذا الرجل فى أحد البرامج التليفزيونية يؤكد أنه جاء لكى يقطع رأس الفساد ويطيح بأعناق المرتشين.. قمة التناقض والسخرية!

ورغم أن الفترة السابقة شهدت القبض على مسئولين كبار منهم د. هشام عبدالباسط محافظ المنوفية بسبب الرشوة أيضاً وكذلك نائب محافظ الإسكندرية سعاد الخولى التى ثبتت عليها الرشوة المادية والعينية.. والعجيب أن هيئة الرقابة الإدارية التى تعمل ليلاً ونهاراً من أجل محاصرة وحصد الفاسدين والمرتشين  بالصوت والصورة إلا أن هناك الكثيرين ممن لا يتعظون مما يحدث لغيرهم ويقعون فى نفس المصيدة!

والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا لا يدقق المسئولون عن اختيار من يشغلون هذه المناصب  المهمة فى عملية الاختيار ولا يتسرعون أو لا تتدخل المجاملات والمحسوبية  فى عملية الاختيار التى تكون نتيجتها كارثية ويتساقط المرتشون الذين يتخيلون أن الأماكن التى يعملون بها عزبة خاصة بهم ومن حقهم أن يصولوا ويجولوا فيها كما يشاءون وتزداد أرصدتهم فى البنوك ويحصلوا على مميزات كثيرة تتنوع ما بين شقق وفيلات وسيارات فاخرة، حتى الوجبات الجاهزة من بين الرشاوى التى حصل عليها بعضهم للأسف الشديد!

والمرحلة الجديدة التى تعيشها مصر حالياً لا تحتمل وجود أى مسئول مرتشى لأننا تأخرنا كثيراً بسببهم فى السنوات الماضية ولن نتحمل وجودهم بيننا إذا كنا جادين فى بناء مصر الجديدة!

[email protected]