رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لا أعتقد أن هناك مواطناً لم يقرأ خبر استعداد الوزارات والمحافظات لاستقبال العيد فى كل عيد.. ولا أعتقد أن هناك جريدة لم تكتب خبر هذه الاستعدادات الحكومية فى كل عيد.. وكأن الأصل هو عدم الاستعداد إلا فى الأعياد والمواسم.. بينما من المفترض أن هذه الجهات الحكومية مستعدة فى كل الأوقات سواء كانت هناك أعياد أو جنازات!

ومحافظة الجيزة، وأظن القاهرة معها، وكذلك العديد من الوزارات اشتركوا للاستعداد لاستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى عند انعقاد مؤتمر الشباب الأخير فى جامعة القاهرة، وقد تحولت المنطقة إلى واحة من النظافة والجمال والنظام.. وبالطبع من الأمور العادية أن تستعد هذه الجهات الحكومية للسيد الرئيس، فهذه ليست المشكلة، ولكن المشكلة فى أن هذه الجهات لا تستعد سوى فى المناسبات، ولو لم يكن الرئيس حاضراً للمؤتمر، كان أقصى ما تفعله محافظة الجيزة، عربية رش وكناس!

وربما يحتار العقل فى البحث عن أسباب تقدم دول وتخلف أخرى.. ولكنها بسيطة فالدول المتقدمة مستعدة طول الوقت ولكل المواطنين، استعداداً حقيقياً وواقعياً بينما الدول المتخلفة لا تستعد سوى فى الأعياد وللرئيس فقط.. وكلها استعدادات شكلية ومظهرية، ومؤقتة بالمواسم أو لزيارة السيد المسؤول الكبير من أول رئيس الجمهورية وحتى السيد الوزير الدكتور المحافظ!

إن من الأمور العادية فى الدول المتقدمة أن تكون مستعدة السنة كلها، وفى أيام الأعياد والأيام العادية، وأن تكون المصالح الحكومية مستعدة لخدمة المواطنين كل يوم، والشوارع نظيفة كل ساعة، والمرور منظماً كل لحظة، حتى ولو كان هناك زحام.. والناس تسافر إلى أمريكا وأوروبا ليس لأن بها آثاراً عظيمة مثل التى عندنا، ولا لجوها الربيع طوال السنة.. ولكن لتمشى فى الشوارع فقط!

وإعلان حالة الطوارئ فى كل الوزارات والمحافظات استعداداً للعيد، لا يحسب للحكومة ولكن يحسب عليها.. ومثلما تحولت منطقة جامعة القاهرة فى أيام إلى قطعة من أوروبا استعداداً للسيد الرئيس، وكل رئيس، من أول الرئيس عبدالناصر، حتى الرئيس السيسى، وبعد انتهاء المناسبة تعود إلى ما كانت من فوضى وقبح وزحام، وكأن لا أحد يمر من هنا من بعد السيد الرئيس، وكأن كل هذه الوزارات والمحافظات لا تكون مستعدة للمواطنين ولا تعمل إلا من العيد للعيد!

إن حالة الاستعدادات المؤقتة التى تسرى فجأة فى الوزارات والمصالح الحكومية لاستقبال العيد، والمدارس، والحجاج، والمسافرين والسيد الرئيس.. أشبه بحالة المرض المؤقت، أو الجنون المؤقت الذى ينتابها ولكن سرعان ما يتم العلاج منه بعد انتهاء المناسبة وتعود لما كانت عليه من صحة وعافية وعقل واتزان.. بألا تعمل وألا تكون مستعدة سوى فى المناسبات والأعياد!

إن الاستعداد لاستقبال المواطنين فى الشوارع والحدائق والجامعات والمدارس، وداخل المصالح الحكومية، ومحطات السكة الحديد، وأيضاً داخل القطارات، والمجمعات الاستهلاكية وتوافر المواد التموينية، والسلع الغذائية، والأمن والنظام المرورى فى الشوارع.. وبالقياس على ذلك فى الصناعة والزراعة ومراكز البحوث.. كلها، ولا شيء آخر، هى المفتاح السحرى، والسرى، الوحيد لتقدم أى دولة.. وكل عام وأنتم طيبون بمناسبة الاستعداد لعيد الأضحى!

 

[email protected]