عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

كلما جلست أمام الفضائيات واستمعت لبعضهم وهم يبررون ويجملون ويروجون وينافقون ويخونون بفجاجة، تستدعى ذاكرتى دائما صورة الحاوى.

عرفت فى قريتنا قبل خمسين سنة نوعين من الحواة، تختلف وظيفة كل منهما عن الآخر، الأول يعد مندوبًا لسيدى الرفاعى لترويض الأفاعى، الوارث لبعض صياغات النبى داوود السحرية، والثاني: كان يقف فى جورن القرية يأكل النار، يؤدى بعض الألعاب السحرية.

فى شهور فصل الصيف كانت درجات الحرارة ترتفع بشدة، ويفاجأ الأهالى بأحد الثعابين يزحف فى الدار، يعلو الصراخ وترفع حالة الطوارئ، ويستدعى الحاوى، يدخل الغرفة بعصاه وبؤجته، يخلع ملابسه، يجلس القرفصاء فى زوايا الحجرة، يتمتم بكلمات غير مفهومة، بعد فترة يأمر بإخلاء الحجرة وإغلاق الباب وتركه بمفرده.

قيل إنه صاحب عهد، شيخ الطريقة الرفاعية نقل له عهد الرفاعية، بعد العهد أصبح «محويا»، وسمى « حاوى »، وعرف بالـ «محوى »، أقسموا بأنه يمتلك بعض قدرات النبى داوود، قدرة على اكتشاف مواقع الثعابين والحيات، وقدرة إخراجها من مخابئها، رجال القرية كانوا يقولون: إنه يأمرها بالخروج فتمتثل للأمر وتزحف نحوه.

بعد قضائه ما يقرب من نصف الساعة بمفرده فى الحجرة، نسمع تكبيراته وصياحه: مدد يا رفاعى، ويخرج علينا ممسكًا بالثعبان من عنقه، ويضربه على رأسه، ويبدأ فى الحديث عن نوعه، وكيفية وصوله إلى هذه الحجرة، ومن أين أتى، خلال الحديث تضع ربة البيت وجبة الغداء أمامه، يضع الثعبان فى كيسه ويشد وثاقه، ويركنه بجواره، ويتناول الطعام.

سمعته فى إحدى المرات يحكى كيف أصبح « محوى »: بعد أن اطمأن شيخ الرفاعية إليه، ووثق فى إخلاصه وطهارته، وضع يده على رأسه، وقام بالتعزيم عليه، ثم أتى بكوب ماء وضع فيه ورقة عزم عليها، قال: إن الورقة كتب عليها نص التعويذة، وقبل أن يعطيه الكوب قام بالتعزيم عليها، ثم بصق فيها، وأمره أن يشربها، وأقسم وهو يمضغ الطعام بأن التعويذة سرية وسحرية، ومن يكشف سرها يصاب بلعنة فى جسده أو فى لسانه.

فى أحد الأيام شديدة الحرارة سمعنا صواتًا وصراخًا من منزل أبو جابر، جرينا على داره، فوجئنا به يخنق الحاوى، وزوجة أبو جابر ترجوه أن يتركه لكى لا يموت فى يده، بعد أن حرر رجال الحارة عنق الحاوى من بين يديه، حكى أبو جابر عن سبب غضبه ومحاولة قتله، وساعتها فطس الأهالى من الضحك.

بعد أن خلع الحاوى ملابسه، وطلب تركه بمفرده فى القاعة(حجرة ريفية)، أبوجابر تلصص عليه من شقوق الباب الخشبى، فوجئ به يقلب فى المحتويات ويدس فى البؤجة بعض ما خف، أظنه كان يحاول سرقة المنجل، وبعد لحظة أمسك بكيسه وأخرج من داخله ثعبانه الذى جاء به، ثم كبر وصاح بصوت مرتفع: مدد يا رفاعى مدد، جن جنون أبوجابر.

استدراك: غالبا ما أغادر القناة، وأبحث عن أخرى تعرض أحد أفلام الأبيض والأسود.

[email protected]