رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

لا أظن أن هناك دولة فى العالم.. غير مصر.. تخصص فيها الحكومة مركزاً رسمياً للرد على شائعات مواقع التواصل الاجتماعى.. ذلك الطاعون الذى استشرى فى جسد المجتمع.. وفشل فى عاجه كل الأطباء.. وسيظل هذا الطاعون ينهش فى الوطن مادامت تتوفر له البيئة المناسبة لينمو وينتشر ويتغلغل وينسج خيوطه فى كل خلايا هذا الجسد المنهك العليل.

لكن.. ماذا عسى الدولة أن تفعل فى مواجهة هذا الابتلاء إلا أن تحاول تفنيد هذه الشائعات والرد عليها وإيضاح الحقائق.. وهذا أضعف الإيمان؟!

>> هل تعرف

لماذا ابتلينا بهذا المرض العضال.. لأن الكثيرين منا غاب عنهم الإخلاص..  وهل تعرف ما هو الإخلاص؟.. هو الروح التى ينبض بها القلب.. حباً وتفانياً وإثاراً..  ليس لشخص فقط.. وإنما لمبدأ أو قيمة أو هدف أو دين أو وطن أو أسرة أو جماعة أو مكان أو فرد أيضا.. هو الفضيلة العظمى.. الواجب الإنسانى الأسمى والأرفع بين كل الواجبات.. هو الولاء المطلق.. بلا نهاية أو بداية.. أو حدود.. هو كل لا يتجزأ.. ولا يقبل شركاً أو شراكةً أو ازدواجاً.. هو أساس الإيمان.. ومن يفقد الإخلاص ويفتقده فلا خير فيه ولا أمان.

والإخلاص للوطن هو جوهر الانتماء.. وأصل الوطنية والمواطنة.. ولا هوية لمواطن فى وطنه إلا بإخلاصه وحبه له.. وارتباطه وإيمانه المطلقين به.. وتفانيه فى خدمته وحمايته من كل سوء.

>> نظرة متأملة

لما آل إليه حال بعض وليس كل شباب الوطن.. خلال السنوات الماضية.. تكشف خطر وفداحة وهول ما حدث لنفوسهم من تخريب.. ولعقولهم من تجريف.. ولضمائرهم وهوياتهم من تغييب.. حتى ضمرت واضمحلت لديهم فضيلة حب الوطن والولاء له والإحساس بالانتماء إليه.. لتعلو عليها رذيلة الكره والحقد والسب واللعان.. فلا يرون أى شيء.. وكل شيء.. إلا بمنظور السواد والشك والرفض.. وبمنتهى الرعونة والجهل والحماقة والتهور والسفه والنزق.. دون حكمة أو عقل أو تدبر أو روية.

فتراهم أسرى للشائعات والافتراءات والضلالات.. وما أكثرها الآن.. التى تأتى من الداخل والخارج.. فيتلقونها مرحبين مهللين.. يرددونها ويتداولونها.. وينسجون حولها الروايات والأباطيل.. ثم إذا ما تكشف بعد ذلك ما وقعوا فيه من خديعة.. تراهم صماً بكماً.. لا يفقهون!

>> آخر هذه الشائعات

اضطرت الحكومة أمس الأول لإصدار بيانات رسمية بنفيه.. ويتعلق بـ«حظر 7 دول استيراد محاصيل زراعية مصرية».. و«تأجيل بدء الدراسة بالمدارس وإلغاء إجازة يوم السبت وتخفيض رسوم الدراسة بالمدارس 3.5 جنيه للتخفيف عن أولياء الأمور».. و«فرض الحكومة ضرائب على المقابر».. و«بيع مليونى قطعة آثار مصرية للخارج».. وأخيرا «مد إجازة عيد الأضحى لأسباب أمنية».

وكما تلاحظ.. كلها اشياء تتعلق بحياة الناس بشكل مباشر بما يؤكد أن المقصود منها هو إثارة البلبلة والسخط والوقيعة بينهم وبين الدولة.

>> وللأسف

سيظل هذا هو الحال.. ما لم يتم التعامل بجدية وإيجابية مع هذا المرض.. دون استسلام للأمر الواقع.. أو تهوين أو تهويل له.. ودون العمل على تغييره بكل الوسائل وعلى كل المستويات.. وبمشاركة كل المؤسسات وأهمها على الإطلاق التعليم والإعلام والأزهر والبطريركية.. لكى يعود الإخلاص والولاء والانتماء إلى من يفتقدونهم.. وقد أصبحوا كثيرين.