رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وسط هذا الكم الهائل من الأحزان، مطالب بأن تبتسم وأن تضحك، وخلف بعض الصورة القاتمة التى نراها يومياً مطالب بأن تقاوم وأن تعيش وأن تغض البصر عنها كأنها لم تكن.

ومن هذه الصور التى تظهر علينا يومياً صورة انعدام الضمير الذى يرتدى كل يوم ثوباً جديداً ووجهاً جديداً، فيظهر على شكل تاجر يستغل حاجة الناس ويرفع الأسعار دون سبب أو وجه حق، المهم أن يزيد ماله ويرتفع، أما الناس فلا قيمة لهم عنده، الفرد يساوى المال، أما الإنسان كإنسان فكلمة محذوفة من قاموس حياته.

ويظهر انعدام الضمير فى هيئة عدد من مسابقات الوظائف الحكومية أو الخاصة تطلب أناساً للتعيين وهم يعلمون جيداً من تم تعيينه مسبقاً وكل الأماكن قد شغلت عن طريقهم، المهم الشكل العام والقانونى، إعلان يلعب بأعصاب الناس ويتلاعب بالأمل المتبقى لديهم، ويستغل حاجتهم الشديدة لهذا العمل، المهم أن كل شىء قانونى، أما الإحباط والعدل والكفاءة والشفافية فليست من الشروط.

يرتدى انعدام الضمير ثوب تاجر اللحوم الذى يذبح الحمير ليأكلها الناس، أو يتاجر فى مواد غذائية منتهية الصلاحية فاسدة تسبب المرض والموت، يفعل ذلك من باب أن معدة المصريين تهضم «الزلط» ولا يدرى أن بسبب ما يفعل يموت الناس بالبطىء بعد أصابتهم بأبشع الأمراض التى تفتك بهم، وأن من ينطبق عليه المثل من المصريين وجد طعاماً غير «الزلط» ما أكله وما هضمه.

يطل علينا انعدام الضمير فى أناقة ضابط شرطة كبير يستغل الساقطات فى الدعارة وتقسيم المبالغ المدفوعة من راغبى المتعة الحرام بينه وبين الساقطات، هذا الضابط استغل سلطته ومعلوماته واعتقد أنه فوق القانون أو أن القانون لن يكشف أمره فانقلب من حام للقانون ومنفذه إلى التخفى وراء سلطته ليخالف القانون الذى أقسم بالحفاظ عليه، وفى النهاية انكشف سره ووقع تحت طائلة العدالة.

وفى مرات يظهر انعدام الضمير فى رجل إعلام يستغل مهنته فى تضليل الناس وتشويه صورهم وقلب الحقائق ومحاولة هدم الدولة والخوض فى أعراض الناس والدخول فى حياتهم الشخصية، وإظهار ما يحدث فى الغرف المغلقة على أنها حقائق وأنها أسرار، بزعم أنه الوطنى الوحيد الذى يحافظ على مصر ويكشف خبايا الناس وأنه فداء لهذا الوطن!.. أيها الثوب الردىء إنك أسوأ صورة يمكن أن يظهر بها انعدام الضمير، لأنك تخوض فى أعراض الناس وشرفهم ولا تقدم حقائق كاملة شافية فتضلل الناس وتشتت العقول.

أما نحن فقد سيطر علينا النفاق، وأصبح الرياء سمة، وتحول إلى عادة وتمكن من البعض فينا فأصبح أسلوباً للحياة، أصبح عدد منا يرتدى هذا الوجه مبتسماً، راضياً، سعيداً، مؤمناً بأن هذا الوجه هو الأصلح والأنفع والأجدى فى هذه الأيام.

يرى البعض أن النفاق هو أقرب طريق إلى الهدف وهو الوسيلة الأولى لتحقيق الأحلام، فلابد أن تقول آمين لمن هو أعلى منك مرتبة أو من لديك عنده مصلحة ما، نرتدى وجه النفاق حتى التصق بنا فلم نعد نجيد الاختيار، بل تفنن البعض فينا فى كلام الرياء للتقرب من أصحاب الحظوة مثل «شلوت سيادتك يا فندم دفعة للأمام».. وغيرها من عبارات النفاق الرخيصة.

فنلاحظ أن الجميع أصبح يدفع الجميع نحو الأمام ولم نعد نفرق بين دفعة «الشلوت» للأمام تحت رداء المجاملة والنفاق أم اتخذها الناس كوسيلة حقيقية بأن ذلك هو الأسلوب الأوحد للتقدم للأمام.

عموماً إذا كان كل واحد فينا وفى مكانه مقتنعاً بأن هذا الأسلوب هو سر النجاح والتقدم لكل مؤسسة خاصة أو عامة وأن هذا الأسلوب هو الطريقة المثلى لاختيار الناس وليست الكفاءة وأن ذلك سيحدث تقدماً فعلياً وسيصبح الجميع راضياً وسعيداً فى حياته وسيحدث له الطمأنينة فى معيشته، فأهلاً بـ«الشلوت» الذى سيدفعنا جميعاً للأمام.. المهم أن ننجح جميعاً وهذا متفق عليه.

[email protected]