رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

جاءت الأميرة تفرح ملقتلهاش مطرح،  وكله من تحت راس الحرباية حماتها التى تلككت للبنت، وتعللت بتراكم الديون عليها لتؤجل زواج ابنها من الأميرة المسكينة، ولم تقدر أن زواج الأميرة من عامة الشعب سوف يفقدها الصفة الملكية!!

الأميرة المقصودة هى «ماكو» أكبر أحفاد الامبراطور اكيهيتو امبراطور اليابان، تعرفت المسكينة على شاب  يدعى كومورو أثناء دراستها فى جامعة  كوكيو، وكان مقررا أن يتم الزفاف فى شهر نوفمبر القادم، وعندما كانت الأميرة تستعد للفرح فجرت أم المحروس خطيبها مفاجأة وكأنها عاوزة تخلع وشافت عروس أخرى للمحروس ابنها واعترفت لأم «ماكو» بأن عليها التزامات مالية تفضل أن تسددها قبل أن تفكر فى زواج ابنها، وفضفضت أم العريس قائلة: إنها استلفت مبلغاً من خطيبها السابق للانفاق على تعليم ابنها وياختى قال ايه جاى يطالب بيه حاليا عندما علم بقرب زواج الولد، وقلنا نؤجل الزواج شوية، أم «ماكو» شعرت بدوخة وأسقط فى يدها، وطلبت الأمير زوجها ودرست معه الأمر، وقالت: الولية دى مكناش عايزين معرفتها، ناقص كمان واحد من عامة الشعب يتزوج سته، وكمان مش عاجبهم! الأمير والد العروس وزوجته الأميرة يكيو عضبا جدا من تصرف حماة بنتهما وأعربا عن حزنهما الشديد ازاء تأجيل حفل الزفاف وكانا عاوزين يستروا البنت فى ظل جلوس جدها «اكيهتيو» على عرش اليابان قبل أن يفكر فى التنازل عنه لابنه ولى  العهد ناروهيتو، لكن القسمة والنصيب وكيد الحموات كانا وراء تأجيل فرحة البت «ماكو» التى تظاهرت بالصلابة أمام صويحباتها وقالت إن تأجيل الفرح سوف يمنحها الوقت للقيام باستعدادات كافية، والتفكير فى الزواج بشكل أعمق وتقريبا هذه التصريحات لا تطمئن وقد تكون القرشانة أم «كومورو» قد لعبت فى دماغ ابنها، ليترك البنت ويرتبط ببنت خالته المقيمة فى حوارى بوكوهاما.

إلى هنا والأزمة زادت حدة داخل القصر الامبراطورى  الياباني، بسبب الأميرة التى تحدت التقاليد مما يفقدها لقب أميرة، بزواجها من محام من عامة الشعب، ورفضها نصائح العائلة، ومفيش على لسانها غير باحبه يابابا.

الامبراطور أكيهيتو جد العروس فى غاية الغضب، ومش مستحمل مشاكل بسبب كبر سنه حيث تولى العرش عام 1989 ليصبح الامبراطور ر قم 125 فى تاريخ اليابان، ويعد الامبراطور رمزا للدولة ولوحدة الشعب ولكن ليس لديه سلطة على الحكومة، ويعتبر نظام الحكم فى اليابان دستوريا برلمانيا الا أنها سلطة على الورق فقط، وسلطة الامبراطور محدودة جداً، وترقى الى المراسم أكثر منها سلطة رسمية، والعائلة المالكة يقودها الامبراطور  والدستور الحالي، لايعطى له سلطات فعلية ولا حتى مؤقتة، مجلس الوزراء هو الذى يمثل السلطة التنفيذية وهو المسئول أمام البرلمان.

ويعتبر المجتمع اليابانى من أكثر الشعوب شيخوخة فى العالم، فقد تناقص معدل الاخصاب بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية ثم تناقص مرة أخرى بعد  رفض النساء ترك العمل والعودة الى المنازل، وتغيرت أساليب الحياة اليابانية بصورة كبيرة بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة بعد هجرة أعداد كبيرة من الريف الى المدن للقيام بأعمال مكتبية وكسب العيش، وبيوت اليابان التقليدية مصنوعة من الخشب ومدعمة بأعمدة خشبية، أما البيوت العصرية فغالباً ما تحتوى على غرف مصممة على الطراز الغربي، واليابانى  يخلع حذاءه قبل دخول المنزل خشية اتساخ الأرضية ويطلق على وجبة الطعام فى اليابان اسم غوهان وتشير الى الأرز المطهو بالبخار ويتم تناوله بالعصى بدلا من الملاعق، وتخل عدد كبير من نساء اليابان بعد الحرب العالمية الثانية عن لبس الكميونو وارتدين الجينز، واقتصر لبس الكميونو على المناسبات الخاصة  ويصنع من الحرير ويتميز بأكمامه الطويلة التى تمتد من الكفين الى الكعبين ويربط الكميونو بحزام عريض يسمى الأوبى.

رغم الثورة الصناعية الكبرى فى اليابان وارتفاع مستوى الدخل إلا أن هناك مئات معدمة منها المحروس كومورو الذى يريد أن يقب على حساب الأميرة «ماكو» لكن أمه بوظت الطبخة، وهو نوع من كيد الحموات فى كل مكان، وأنصح «ماكو» بنت بلاد الشمس المشرقة: سيبيك منه العريس ده، ده ابن أمه، وابن أمه ما يعمرش بيوت وشوفى لك جوازة عدلة بدلا من انتظار المحروس عامين آخرين محدش عارف يحصل فيهما ايه!