رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

جاء فى القواميس إن الغازية هى التي تغزو القلوب بجمالها وسحرها، وقيل الغازية نوع من المصكوكات القديمة كان يساوي عشرين قرشاً من قروش أيامها، وكانت النساء يُعلقن قطعاً منه في أطراف جدائلهن ورقابهن تحلياً وتجملاً، والغازية فى الموروث الشعبى المصرى هى أقرب لراقصة وعاهرة تجوب الموالد والأفراح.

قدمت السينما المصرية العديد من الأفلام عن الغوازى، منها «غازية من سنباط 1967»، وفيلم «وداد الغازية 1983»، وقد سبق وقدمت على المسرح، وناعسة وغيرها من الأعمال، لكن يعد فيلم (توبة ــ عام 1958) بطولة عماد حمدى، وصباح، ومحمود المليجى، وعبدالمنعم إبراهيم، والطفلة نيلى، ودرية أحمد، من الأفلام التى قدمت الغازية بالشكل الذى يمكن معه مقارنة الغازية (صباح) بالإعلام والفضائيات المصرية بالداخل والخارج.

 ترددت فى الفيلم جملة على قدر كبير من الطرافة والأهمية، رغم مرور حوالى 56 سنة على عرض الفيلم لأول مرة(قصة وإخراج محمود ذوالفقار)، إلا وأن أجيالنا والأجيال التالية مازالت تردد الجملة حتى اليوم عند إعادة عرض الفيلم أو عندما نواجه مواقف مشابهه: «الغازية لازم تنزل».

حدوتة الفيلم قامت على صراع حول مغنية وراقصة فى الموالد(صباح)، نزلت إحدى القرى، طاردها كبير القرية وثريها الفاسد (محمود المليجى)، فلجأت إلى منزل أحد المحصلين للاختباء، حاول كبير القرية استدراجها من المنزل مستعيناً بعمة المحصل وابنتها التى تخطط للزواج من ابن خالها الأرمل، عندما فشلت المحاولات لجأ كبير القرية الثرى الفاسد إلى نشر الشائعات بين أبناء القرية، ثم دفع برجاله لإثارة نخوة الرجال ومخاوف النساء على أزواجهن لكى يحتشدوا ويتجمهروا أسفل منزل المحصل الأرمل (عماد حمدى) لمطالبته بطرد الغازية، وفى مشهد فى غاية الروعة جابوا القرية ووقفوا أسفل المنزل يهتفون بالجملة التى نتذكرها حتى اليوم: «الغازية لازم تنزل».

الغازية ليست بالضرورة عاهرة تتعرى فى الأفراح والموالد، بل امرأة احترفت الرقص، الأصل أنها تظهر مهارتها فى الرقص دون أن تتعرى أو تبيع شرفها، لكن أغنياء القرى والموالد يطمعون فى أكثر من الرقص، فيعرضون ما يزغلل عينيها ويدفعها للحرام، بعض الغوازي يصمدن ولا يستسلمن لإغراءات أصحاب المال رغم فقرهن واحتياجهن، والبعض الآخر ينجرفن ويتعرين ويبعن أجسادهن لمن يدفع أكثر.

بعض البرامج بالفضائيات فى مصر وخارجها أقرب للغازية العاهرة الفاجرة، عهرها ليس فى أنها احترفت بيع نفسها فحسب، بل فى أنها تحاول تحقيق مصالح تتجاوز الإيراد والنقوط الذى يدخل خزينة الفرقة مع كل عرض.

 

[email protected]