عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يستطرد الكاتب عرضه قائلاً:

العراق غنية بالنفط من ناحية وممزقة داخليًا من الناحية الأخرى. مضمونة كهدف لإسرائيل أكثر أهمية لنا من تفكيك سوريا، فالعراق أقوى من سوريا. وفى المدى القصير فإن القوة العراقية هى ما يشكل أكبر تهديد لإسرائيل. وحرب عراقية إيرانية ستمزق العراق وتسبب سقوطها قبل أن تستطيع ترتيب صراع على جبهة عريضة ضدنا، فأى نوع من المواجهة بين الدول العربية سيساعدنا فى المدى القصير ويقصر الطريق نحو الهدف الأكثر أهمية وهو تفكيك العراق إلى أقاليم، مثل سوريا ولبنان. وفى العراق فإن تقسيمها على خطوط عرقية ودينية مثل سوريا خلال الحكم العثمانى ممكن. لذلك فإن ثلاث دويلات أو أكثر ستقوم فيه حول المدن الرئيسية الثلاث الموصل وبغداد والبصرة. وتنفصل المناطق الشيعية فى الجنوب عن المناطق السنية والكردية فى الشمال، ويمكن أن تتسع المواجهة العراقية الإيرانية إلى تعميق الاستقطاب.

 

24

إن شبه الجزيرة العربية كلها هى مرشح طبيعى للتفكك نتيجة ضغوط داخلية وخارجية. والأمر لا يمكن تجنبه خاصة فى السعودية بصرف النظر عما إذا كانت قوتنا الاقتصادية المبنية على النفط ستظل كما هى أو تقل قوتها فى المدى الطويل، فالخلافات والتفككات الداخلية هى تطورات واضحة وطبيعية فى ضوء التكوين السياسى الحالى.

 

25

الأردن تكون هدفاً استراتيجىاً فورياً فى المدى القصير، ولكن ليس فى المدى الطويل، لأننا لا تمثل تهديدًا حقيقيًا فى المدى الطويل بعد تفكيكها ونهاية الحكم الطويل للملك حسين، وتول السلطة إلى الفلسطينيين فى المدى القصير.

 

26

ليس هناك احتمال فى استمرار الأردن فى الوجود فى الشكل الحالى للدولة لمدة طويلة، وسياسة إسرائيل فى كل من الحرب والسلام يجب أن توجه نحو تصفية وجود الأردن فى ظل النظام الحالى ونقل السلطة فيها إلى الأغلبية الفلسطينية. وتغيير نظام الحكم شرق النهر سيساعد أيضًا على نهاية مشكلة الإرهاب فى منطقة مكتظة بالعرب فى عرب نهر الأردن. سواء فى الحرب أو فى السلم والهجر من الأراضى الفلسطينية وتجميد التغيير الديموجرافى فيها هما الضمان للتغيير القادم فى ضفتى نهر الأردن. ويجب علينا أن نكون نشطين لتسريع هذه العملية فى المستقبل القريب جداً. ويجب رفض خطة الحكم الذاتى أيضًا وكذلك أى تنازلات من جانبنا أو تقسيم للأرض، لأننا لو عدنا إلى خطة 1980 فى سبتمبر، فلا يمكن أن نستمر فى العيشة فى هذا البلد بدون الفصل بين الشعبين، فالعرب فى الأردن، واليهود غرب النهر. وسيكون هناك تعايش حقيقى بين الجانبين ويحل السلام على المنطقة فقط عندما يدرك العرب أن بدون حكم يهودى بين نهر الأردن والبحر فلن يستطيعوا التواجد أو ينعموا بالأمن، فدولة خاصة بهم تكون آمنة لن تكون لهم إلا فى الأردن.

 

27

داخل إسرائيل يعتبر التفرقة بين الأرض المحتلة فى حرب 1967 والأراضى التى قامت عليها إسرائيل 1948 لا معنى لها بالنسبة للعرب. واليوم لم يعد لها معنى لدينا، يجب النظر إلى المشكلة ككل دون أى فارق بين الأرض المحتلة 1967 يجب أن يكون واضحًا تحت أى ظرف سياسى مستقل أو ترتيب عسكرى أن حل المشكلة العربية سيكون فقط عندما يعترف العرب بإسرائيل داخل حدود آمنة حتى نهر الأردن وبعده كمسألة بقاء لنا فى هذا العصر الصعب، عصر الذرة الذى نحن على وشك دخوله، لم يعد ممكنًا الحياة لثلاثة أرباع الشعب اليهودى على الساحل المكتظ بالسكان الذى هو غاية فى الخطورة فى العصر الذرى.

 

28

توزيع السكان هو مشكلة وهدف استراتيجى، لذلك ذو أولوية قصوى، وإلا فلن نستمر أحياء داخل أى حدود، فيهوذا والسامرة والجليل هى ضماننا الوحيد للبقاء كشعب. وإذا لم نصبح الأغلبية فى المنطقة الجبلية فلن تحكم الدولة وسنصبح مثل الصليبيين الذين فقدوا هذا البلد الذى لم يكن بلدهم على أى حال. والذى كانوا فيه أجانب. ولإعادة توازن الوطن ديموجرافيًا واستراتيجيًا واقتصاديًا هو أهم وأعلى هدف لنا اليوم. إن السيطرة على المنطقة الجبلية من بير سبع للجليل الأعلى هو الهدف القومى النابع من الاعتبار الاستراتيجى الأساسى وهو حل مشكلة الجزء الجبلى من الدولة الذى يخلو من اليهود حالياً.

 

29

تحقيق هدفنا على الجبهة الشرقية يتوقف أولًا على تحقيق هذا الهدف الاستراتيجى الداخلى.

تحويل الصرح السياسى والاقتصادى لنتمكن من تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية هو مفتاح تحقيق التغيير كله. نحن نحتاج لتغيير الاقتصاد المركزى الذى تتدخل فيه الدولة بعمق إلى سوق حر مفتوح وكذا التحول من الاعتماد على دافع الضرائب الأمريكى إلى التطوير إلى اقتصاد ذى صرح منتج اقتصادى بأبوينا، وإذا لم نستطع عمل هذا التغيير بحريتنا واختيارنا فسنكون مضطرين لعمله نتيجة التطورات الدولية خاصة فى مجالات الاقتصاد والطاقة والسياسة، وعن طريق عزلتنا المتزايدة.

وإلى الحلقة التالية.

الرئيس الشرفى لحزب الوفد