رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

أعلن مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون، يوم الاثنين الماضى، أن غلق مضيق هرمز سيكون أكبر خطأ ترتكبه إيران.

وقال «بولتون»، بحسب «رويترز»، إنه «إذا أرادت إيران تفادى معاودة فرض العقوبات الأمريكية عليها، فينبغى أن تقبل عرض الرئيس دونالد ترامب للتفاوض».

هذه العجرفة الأمريكية التى «تستأسد» أمام إيران التى صارت «عضمة» من شدة العقوبات السابقة، ثم إعادة فرضها مرة أخرى؛ حتى تتخلى عن برامجها للصواريخ الباليستية والأسلحة النووية بشكل كامل، بينما «تستأرنب» أمام كوريا الشمالية؛ حيث ارتضى ترامب بالجحيم الكورى، واكتفى بالجزرة من زعيمها، حتى إنه قال بعد المحادثات فى سنغافورة فى يونيو الماضى، إنَّ «كوريا الشمالية لم تعد تشكل تهديداً نووياً»!

هذا التصعيد الأمريكى ضد إيران له أكثر من دلالة ومعنى.. فهو من ناحية إعلان غير رسمى، بإخماد نيران الحرب التى أشعلتها كل الأطراف الدولية فى سوريا، وانتهى بها الحال إلى دولة «مهلهلة» شعباً وتاريخاً، كما سبق وفعلته مع العراق، ولم تتركه إلا بعد أن دمرته شعباً وتاريخاً.. وتريد تكرر وتطبيق نفس الخطة مع إيران، كما لو أن العالم مجموعة من الحمقى والأغبياء.. ومن ناحية أخرى، فإنَّ أمريكا التى تبدو كالأسد أمام الدول الضعيفة فهى ليست أكثر من «أرنب» أمام الدول القوية.!

عموماً هذه الأجواء التى تنذر بحرب جديدة فى المنطقة لإنهاك إيران وتدميرها شعباً وتاريخاً، متخذة من المضايق ذريعة لـ«شرعنة» حرب دولية أخرى فيها، تذكرنا بما فعلته أمريكا وإسرائيل، عندما زينت، بطرق غير مباشرة، للرئيس جمال عبدالناصر، وورطته فى قرار إغلاق مضيق تيران، فى 23 مايو أمام الملاحة البحرية الإسرائيلية، متطلعاً أنه سينتصر على إسرائيل.. فكانت النتيجة الدخول فى حرب هو غير مستعد لها وانتهت بهزيمة 1967 واحتلال إسرائيل فلسطين والجولان وسيناء.. وكادت مصر، شعباً وتاريخاً أن تذهب إلى الجحيم، فقد كان قرار عبدالناصر تطبيقاً لما قاله ونستون تشرشل (1874—1965) رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية.. «البراعة هى القدرة على أن تقول لأحدهم اذهب إلى الجحيم بطريقة تجعله يتطلع لرحلته إلى هناك». وهى مقولة أدبية مبدعة، قبل أن تكون سياسية، ولذلك استحق تشرشل، وهو السياسى الأشهر فى تاريخ بريطانيا، والعالم، أن يحصل على جائزة نوبل فى الأدب وليس فى السياسة!

ولكن عندما كانت مصر قوية، وكان جيشها مستعداً، اتخذ الرئيس أنور السادات قرار إغلاق مضيق باب المندب، الذى نفذته القوات البحرية المصرية على إسرائيل خلال حرب أكتوبر 1973 ومنعت الملاحة البحرية الإسرائيلية فى البحر الأحمر، ولم يتراجع السادات عن قراره رغم التهديدات الأمريكية والإسرائيلية.. لأنه كان قوياً بالجيش المصرى الذى منع كل محاولات تدمير مصر شعباً وتاريخاً.. وقال لهم السادات ببراعة تشرشل «اذهبوا إلى الجحيم»!

[email protected]