رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

بمناسبة «العوايد» التى أصبح اسمها الجديد الضرائب العقارية، فقد كانت سببًا وراء الشهرة الواسعة التى وصل إليها بيرم التونسى.

فوجىء «بيرم» بالمجلس البلدى فى الإسكندرية يحجز على بيته الجديد ويطالبه بمبلغ كبير كعوايد عن سنوات سابقة، واغتاظ «بيرم» وقام بكتابة قصيدة يسخر فيها من المجلس البلدى.

القصيدة:

قد أوقع القلب فى الأشجان والكمد

هوى حبيب يسمى المجلس البلدى

أمشى وأكتم أنفاسى مخافة أن

يعدها عامل للمجلس البلدى

إذا الرغيف أتى، فالنصف آكله

والنصف أتركه للمجلس البلدى

وإذا جلست فجيبى لست أتركه

خوف اللصوص وخوف المجلس البلدى

وما كسوت عيالى فى الشتاء ولا

فى الصيف إلا كسوت المجلس البلدى

كأن أمى بلَّ الله تربتها

أوصت وقالت: أخوك المجلس البلدى

أخشى الزواج إذا يوم الزفاف أتى

أن ينبرى لعروسى المجلس البلدى

وربما وهب الرحمن لى ولدًا

فى بطنها يدعيه المجلس البلدى

وإن قمت لصلاتى قلت مفتتحًا

الله أكبر باسم المجلس البلدى

أستغفر الله حتى فى الصلات غدت

عبادتى نصفها للمجلس البلدى

يا بائع الفجل بالمليم واحدة

كم للعيال وكم للمجلس البلدى

وفى مثل هذا الشهر وبالتحديد يوم 26 أغسطس من عام 1920 وكان يوم الاحتفال بعيد الأضحى صدر أمر الملك فؤاد بإبعاد بيرم التونسى عن مصر، ونفيه إلى موطن أجداده بتوصية من زوج الأميرة فوقية ابنة الملك فؤاد، وفى تونس بحث بيرم عن أهل أبيه، ولكنهم طردوه، ولم يساعدوه، وحاول الاتصال ببعض الكتاب التونسيين للاشتراك معهم فى إصدار صحيفة، ولكن الإدارة التونسية وضعته تحت المراقبة منذ وصوله باعتباره مشاغبًا، وباعث ثورات، وسافر بيرم إلى فرنسا، وواجه فيها آلامًا نفسية شديدة، وخرجت الصحف الفرنسية ذات يوم تطالب الأجانب بالاستعداد لمغادرة البلاد والعودة إلى أوطانهم فورًا، فتذكر بيرم آلامه فى المنفى، والدنيا التي تنكرت له، وحياة التشرد التي عاشها، ووصلت آهاته إلى عنفوانها عندما يصف الجحود الذى استقبل به فى مصر وتونس وباريس، فيقول: الأولة فى مصر قالوا تونسي ونفونى

 والثانية تونس فيها الأهل جحدونى

 والتالتة باريس وفيها الكل نكرونى.

وترحل بيرم بعد ذلك من فرنسا لتونس ومنها لسوريا ثم هرب إلى بورسعيد عن طريق أحد البحارة المصريين، وكان وصوله إلى مصر فى اللحظات التي صاحبت انتخابات البرلمان فى 8 أبريل 1938، وبدأ فى مصر حياة من الهروب والخوف خشية أن يكتشف أحد أمره فيتم نفيه من مصر مرة أخرى، وتقابل مع أم كلثوم عام 1940، واتفقت معه على تأليف مجموعة من الأغانى يلحنها زكريا أحمد، وبدأ «بيرم» أول أعماله مع أم كلثوم بأغنية «أنا وانت» وتوالت الأغانى مثل «كل الأحبة» «ايه أسمى الحب» و«الآهات» و«أنا فى انتظارك» و«الأولة فى الغرام» و«أهل الهوى» و«شمس الأصيل» و«الحب كدة» و«القلب يعشق كل جميل».

وكان بيرم التونسى واسمه الحقيقى محمود محمد مصطفى بيرم، قد ولد فى الإسكندرية بشارع البورينى بالسيالة يوم 23 مارس 1893.