رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

السياسة، خاصة بين الدول لا تعرف إلا المصلحة. وقد قالها الثعلب الكبير والسياسى الداهية، رئيس وزراء بريطانيا - السير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل - إبان الحرب العالمية الثانية، والذى قال قولته الشهيرة «إن السياسة لا تعرف صديقاً دائماً، أو عدواً دائماً، وإنما تعرف المصلحة دائماً».

قالها الداهية البريطانى تشرشل؛ بسبب الهجوم الشديد الذى تعرض له نتيجة تحالفه مع روسيا أثناء الحرب العالمية الثانية، فروسيا تعتبر أم الشيوعية، فى حين أن بريطانيا تعتبر أم الرأسمالية والديمقراطية. ومن هنا كان الهجوم الشرس الذى تعرض له تشرشل من الكُتاب والإعلاميين؛ بسبب هذا التحالف غير المنطقى. وقد قال كلمته الشهيرة «أنا على استعداد للتعاون مع الشيطان فى سبيل رفعة وتقدم بريطانيا». وبالفعل تمكنت بريطانيا بتحالفها مع روسيا وأمريكا، مؤخراً، من هزيمة ألمانيا التى استولت على معظم دول أوروبا، فكان هذا التحالف هو السبب فى هزيمة ألمانيا، ووقعت برلين عاصمة ألمانيا فى قبضة جيش الحلفاء، وتم القضاء على الأسطورة التاريخية هتلر زعيم ألمانيا فى تلك الحرب.

السياسة يا عزيزى القارئ لا تعرف إلا المصالح، فليس هناك دولة صديقة دائماً، وليس هناك دولة عدوة دائماً. كل الأمور السياسية بين الدول تقوم على المصالح، فصديق اليوم قد يكون عدو الغد، والعكس صحيح فعدو الأمس قد يكون صديق اليوم. فلا تتعجب يا عزيزى حينما تعرف أن أمريكا - فى الماضى القريب - قطعت عن مصر مساعداتها العسكرية، وسرعان ما عادت المياه إلى مجاريها، وأعادت أمريكا مساعداتها العسكرية وغير العسكرية لمصر. فهذا – بالطبع - لأن لأمريكا مصلحة فى عودة العلاقات الطيبة مع مصر، بعد أن ساءت علاقتها بأوروبا والصين؛ بسبب الضرائب التى فرضتها على السلع الأوروبية والصينية، على أساس أن مصر هى الدولة الأولى عربياً وأفريقياً لعبور البضائع الأمريكية سواء إلى القارة الأفريقية أم إلى دول الشرق الأوسط.

ولا تتعجب يا عزيزى إذا سمعت عن التوتر فى العلاقات الامريكية الروسية، ثم عودة العلاقات مرة أخرى إلى مجاريها، وكذا العلاقات بينها وبين إيران، فقد سبق أن ساءت العلاقات الأمريكية سواء مع روسيا أم إيران ثم عادت إلى مجاريها، ثم ساءت مرة أخرى من جديد. وفى اعتقادى أنه لن يطول الخلاف كثيراً بين أمريكا وإيران؛ لأن المصلحة الأمريكية الإيرانية مهمة للغاية، خاصة البترول، فأمريكا فى حاجة ماسة إلى البترول الايراني، وإيران أيضاً تحتاج إلى تصريف منتجاتها البترولية فى الأسواق الأمريكية.

كما لا تتعجب يا عزيزى، حينما تقرأ أن بعض الدول العربية لها مصلح كبرى مع إسرائيل، وأن اليهود مازالوا يقيمون فى بعض الدول العربية حتى الآن، بل زاد التعاون - هذه الأيام - بين هذه الدول وإسرائيل. وبهذه المناسبة، فلا تتعجب من هذا التقارب بين دولة قطر وأمريكا وإسرائيل، فدولة قطر دولة صغيرة ومواردها البترولية والمالية كثيرة جداً، وبالتالى فهى فى حاجة إلى حماية الدول الكبرى، خاصة أمريكا وحليفتها إسرائيل. وفى المقابل فإن قطر تقوم بما تكلفها به أمريكا وإسرائيل، سواء من مساندة الإرهابيين وتدريبهم وإيوائهم ومساعدتهم فى جميع أنحاء الدول العربية والإسلامية. إذن، فمصلحة قطر هى الحماية من أمريكا وإسرائيل، ومصلحة أمريكا وإسرائيل أن تكون قطر فى المواجهة لتنفيذ أغراضهم الخبيثة فى المنطقة.

خلاصة القول، فإن المصالح هى التى تتحكم فى العلاقات بين الدول بعضها البعض، ليس هناك مجال للعواطف أو الحب بين الدول، فالعلاقات الدولية تقوم دائماً على المصلحة، فصديق اليوم قد يكون عدو الغد، وعدو الأمس قد يكون صديق اليوم.

وتحيا مصر