رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الموظف المصرى لا يتنازل عن درجة كسلان مع مرتبة الشرف. أيام الحكومة الورقية كان الموظف يرفع شعار: «فوت علينا بكرة»، وفى عهد الحكومة الذكية يرفع شعار: «السيستم وقع»، وما بين البحث عن ختم النسر والتعامل مع الكيبورد تعطلت مصالح المواطنين، بسبب سيطرة الروتين وتجذر البيروقراطية وتراكم الصدأ على عقلية الموظف الذى ينافس المصرى أفندى فى كرشه وطولة باله وبرود أعصابه، وإذا كنا فى السابق قد أطلقنا مصطلح «بلد شهادات» عندما أصبحت الشهادة هى جواز المرور لكل شىء، فإننا أصبحنا حاليًا بلد إجازات للموظفين، فإذا صادفت الإجازة الرسمية يوم السبت وهو عطلة رسمية فى معظم المصالح الحكومية أو فى جميعها تقريبًا، تجعلها الحكومة يوم الأحد باعتبار أن السبت إجازة مكتسبة فيزوغ الموظف من العمل ظهر الأربعاء، ويضيف الخميس إلى الجمعة والسبت والأحد إجازة، أى إجازة يوم فى مناسبة يحوله الموظف إلى 3 أيام ونصف يوم على الأقل، وهكذا اتعرفنا بأننا بلد إجازات.

 عندنا عشرات المناسبات فى العام نحصل فيها على إجازة، بالإضافة إلى إجازات العيدين الصغير والكبير، وهناك مناسبات كثيرة تعطل فيها الأعمال وتعطل معها مصالح الناس، ولا حديث عن الانتاج لأنه لا انتاج للموظف المصرى يذكر.

هناك دراسة تقول إن العامل المصرى يعمل عدة دقائق فى اليوم ولا ينتج شيئًا، هو موظف كسول أصبح عنوانًا لتردى الخدمات الحكومية بسبب سوء الجهاز الإدارى فى معظم المواقع، خاصة قطاع الخدمات الذى يتعامل بشكل مباشر مع الجمهور.

وفى الوقت الذى كنا نتوقع فيه أن تزيد الحكومة عدد ساعات العمل، وتشجع الموظفين على الانتاج اكتشفنا أنها تبحث عن زيادة الإجازة الأسبوعية للموظفين لجعلها ثلاثة أيام بدلاً من يومين، بحجة تخفيف حدة المرور وترشيد الإنفاق، وهذا يعنى أن الموظف العاطل الذى لا يعمل كافأته الحكومة بيوم إجازة زيادة، وإذا نظرنا حولنا فى اليابان مثلا يؤدى العامل اليابانى حوالى 2000 ساعة عمل فى السنة بزيادة 400 ساعة عن العامل فى فرنسا وألمانيا، حيث يعمل العامل اليابانى 8 ساعات و4 ساعات عمل فى اليوم تصل إلى 12 ساعة، خصوصًا فى الفئة العمرية الشابة من 20 إلى 40 عامًا، وتعمل الحكومة اليابانية على اقناع الموظفين بالحصول على عطلات للسيطرة على التأثير السلبى لزيادة عدد ساعات العمل على سلامة الموظفين دون استجابة، فالشعب اليابانى عاشق للعمل ونحن عاشقون للكسل والهروب من العمل، وتعطيل مصالح المواطنين، وتقدمت اليابان أكثر، وتأخرنا لأننا لا نؤمن بقيمة العمل ومع ذلك نتفنن فى البحث عن إجازة، مستكثرين الدقائق التى يقوم فيها الموظف بالعكننة على خلق الله.

إذا كانت الحكومة مقتنعة بأن الموظف يعمل وتريد أن تعطى راحة لحوالى 6 ملايين موظف يخدمون 100 مليون فرد، لا مانع من ذلك لكن نريد أن نعرف دوافع الحكومة لهذه الاجازة ونطاق تطبيقها، فمن حق الموظف أن يوازن بين متطلبات العمل ومطالب بيته وراحته النفسية، لكن من حق المواطن أن يحصل على الخدمة التى يطلبها من موظف طبيعى غير معقد نفسيًا، يرفع شعار أنا هقرفكم، بدلاً من أنا فى خدمتكم، بالعمل يبنى الناس أوطانهم وليس بالإجازات والأنتخة، مطلوب أن تبحث الحكومة كيف تدفع الموظف للعمل وحب ما يعمل بدلاً من أن تدفعه للكسل والبحث عن إجازة.