رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أذاعت وكالات الأنباء خبرًا يقول إن السعودية استدعت سفيرها فى كندا، للتشاور، وأنها اعتبرت سفير كندا لديها شخصًا غير مرغوب فيه، وأن عليه أن يغادر البلاد خلال ٢٤ ساعة!

وفى الأعراف الدبلوماسية تظل عبارة «شخص غير مرغوب فيه» قرارًا غير مباشر، بطرد الشخص الذى تصدر فى حقه هذه العبارة.. وكثيرًا ما تتبادلها الدول فى حالات الأزمات، وتستخدمها كل دولة تريد التعبير عن ضيقها البالغ من تصرف من نوع ما، أقدمت عليه فى حقها دولة أخرى!

وقال الخبر أيضًا، إن حكومة المملكة قررت تجميد كل التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة، بينها وبين الحكومة الكندية، واحتفظت بحقها فى اتخاذ إجراءات أخرى!

فماذا حدث ؟!.. ما حدث أن وزيرة خارجية كندا، خاضت فى ملف داخلى متصل بحقوق الإنسان فى الرياض، بطريقة لا تليق ولا تجوز، على حد وصف الخبر المنشور.. وما حدث أيضًا، أن الحكومة فى كندا اعتبرت نفسها طرفًا فى قضية سعودية داخلية، وتصرفت على هذا الأساس، فأعطتها الرياض درسًا، ولوحت فى وجهها بالمزيد من الدروس، إذا هى واصلت ما فعلته، وتدخلت فيما لا يخصها ولا يعنيها!

والحقيقة أن حكومة خادم الحرمين على حق فيما أقدمت عليه، لأن حكومات كثيرة فى الغرب عمومًا، وليس فى كندا وحدها، صارت تعتبر نفسها مبعوث العناية الإلهية من أجل حقوق الإنسان فى السعودية، وفى غير السعودية.. ولو دقق أحد فى المسألة، فسوف يكتشف أن حقوق الإنسان فى منطقتنا، لا تعنى الحكومة فى كندا، ولا فى غير كندا، إلى هذا الحد، وأن الصخب الغربى عمومًا، حول قضية حقوق الإنسان فى عواصم المنطقة، إنما هو مجرد لافتة كبيرة لأشياء مختلفة!

إننا أمام قضية أعم، تخصنا هنا، بمثل ما تخص الأشقاء فى السعودية، وبمثل ما تخص كل دولة فى منطقتنا من حولنا!

وبمعنى أوضح فإن المنطق يقول، إن حقوق الإنسان مفهوم شامل، وأنه يبدأ من حق الإنسان فى التعليم الجيد أولًا، ثم يمتد إلى حقه فى أن يتلقى خدمة صحية جيدة ثانيًا، وينتهى بحقه فى أن يقيم فى سكن آدمى ثالثًا، ويمر فى طريقه بحقوق أخرى بالضرورة، من بينها بالتأكيد حقه فى التنقل، وفى السفر، وفى الإقامة، وفى التملك، وفى التعبير عن رأيه دون تضييق!

هكذا أفهم القضية على بعضها، وهكذا فى تقديرى يجب أن تؤخذ، وهكذا يجب أن نتعامل معها، ونفهمها، ونتصدى لها.. أما تجزئتها، وأما معالجتها بالتقسيط، على الطريقة الكندية مع السعودية فى مثل الحالة التى بين أيدينا، فكلها مسائل مكشوفة، ولا تقف على قدمين ثابتتين!

الاهتمام بوجه الحرية وحده، من بين الوجوه الأخرى التى أشرت إليها حالًا.. وهو ما حدث من جانب كندا تجاه السعودية.. يدل على وجود غرض فى القصة.. والغرض مرض.. كان وسوف يظل!