عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

رد عليّ صديق عندما اتصلت به أذكره بموعد ضربناه سوياً لمعاودة مريض فى منزله ووجدته يمهلنى ملياً كعادته ويطلب تحديد موعد آخر لأنه منتظر وحش الفيزيا،. لم أهتم بخلفه موعدى لأننى متعود منه الطناش وانصب اهتمامى على وحش الفيزيا الذى أسمع عنه لأول مرة رغم أنه لم يخفِ علي أى شىء فى  حياته وأعرف جميع أقاربه ومعارفه وأصحابه الذين أنا منهم، واعتقدت فى بادئ الأمر أنه ناظر العزبة الذي يدير له أملاكه فى قريتنا، التى تركناها منذ عشرات السنين وحضرنا إلى القاهرة نحمل أحلامنا الكثيرة فوق أكتافنا منها ما هو تحقق ومنها ما هو مؤجل ومنها غير قابل للتحقيق، وهو ليس عيبًا فى زماننا ولكنه عيب فينا لأن الأحلام درجات، والسوبر حلم لا يتحقق بالمهارات الفردية ولكنه يحتاج إلى وسائل مساعدة اكتشفت أنا وصديقى أننا غير مؤهلين لها، لأننا كما قلت جئنا من القرية، والقرية لها خصائص مختلفة، كما يقولون أخلاق القرية، وهذه الأخلاق هى التى وقفت أمام تحقيق الأحلام السوبر لأننا لا نملك مؤهلات هذا الحلم أو بمعنى أصح رفضنا الطريق، الذى كان علينا أن نسلكه لتحقيق الحلم الكبير، ورضينا أن يكون حلماً على قدر ما نملك من مؤهلات للوصول إلى  ما نستحق.

صديقى دارس للهندسة وعمل فى الحكومة ثم فى القطاع الخاص، وأخيرًا استقر في مكتبه الهندسى الخاص وأصبح معروفاً فى مجاله، وأنا درست الصحافة، و«الوفد» أول بختى، مش ناوى أعرف عليها صحيفة أخرى، أو أغيرها لأنها بيتى الذى استقبلنى من محطة القطار عندما نزلت فى محطة باب الحديد.

ومن يومها من البيت للوفد ومن الوفد للبيت ما بغيرش الخط، ورفضت أقيم علاقات مع صحف أخرى سواء في الداخل أو الخارج، رغم الكثيرات من المعجبات من صحف محلية وعربية وقلت الوفد ولو فيها  رفد.

صديقى صدق فى موعده بعد عدة مواعيد، والتقينا عند صديقنا الثالث المريض، وكانت صحته تحسنت واللقاء كان مشجعاً للسؤال عن وحش الفيزياء الذى كان أخينا منتظره، ولم يعرفنى به طوال أكثر من «35» عاماً نزحنا منها من القرية الى القاهرة، وكانت المفاجأة أن هذا الوحش المخيف هو مدرس الفيزياء بتاع ابنه الذى سيعطيه درساً خصوصياً فى الصف الثالث الثانوى فى السنة الدراسية الجديدة، القصة التى قصها لى صديقى حتى استطاع أن يحجز لابنه عند هذا الوحش بالذات هى إحدى قصص الخيال العلمى ولا يتسع المجال لسردها و لكن ملخصها أن الدروس الخصوصية مرض عقال تمكن من العملية التعليمية ولن يخرج منها ولا بالمزيكا البلدى، وأقول لربات البيوت اللائى وعدن وزير التربية والتعليم بأنهن سيرفعن له القبعة إذا استطاع أن يقضى على الدروس الخصوصية فى نظام التعليم الجديد خلوا قبعاتكن مكانها، واللى مش مصدقانى مستعد أعطيها تليفون الباش مهندس صديقى تسأله بنفسها كيف عمل عجين الفلاحة حتى يرضى عنه الوحش ليدرس لابنه فيزيا فى السنة الجديدة حتى يتمكن الولد من الحصول على المجموع الذى يؤهله للالتحاق بالطب.

أنا لا أصادر على جهد وزير التعليم فى القضاء على آفة الدروس الخصوصية لكن أقول له ربنا يكون فى عونك وكلنا معاك واوعى الوحش.