عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

لم أندهش من طلب أحفاد احدى جارتنا التى كانت تستعد لأداء فريضة الحج بالدعاء لوالدهم بأن يهون الله عليه وعثاء البحث عن تذاكر السفر بالقطار إلى الصعيد الجوانى لقضاء اجازة العيد مع العائلة، فقلت آمين وراء الحاجة التى تعدت دعوتها توفيق ابنها فى حجز التذاكر إلى أمنيات أخرى  وأنا موقن بالإجابة.

سبب عدم اندهاشى هو أن البحث عن تذكرة سفر إلى احدى محافظات الصعيد هذه الأيام حتى آخر أيام عيد الأضحى هو ضرب من الخيال، والحصول عليها أصبح للموعودين وليس للذين يذهبون إلى محطة القطار  والوقوف أمام الشباك حتى يحل عليهم الدور ويجد  الواحد منهم نفسه وجها لوجه مع موظف التذاكر  ويطلب التذكرة، ويدفع قيمتها، ويتصور  معها سيلفي، ويذهب لحال سبيله.

هذا هو الإجراء الطبيعى الذى يتم فى كل مكان، لحجز تذكرة السفر لكن السكة الحديد تبعنا غيرت المناهج، وباعدت بين النظرية والتطبيق فنظرية التذاكر حق كل مسافر يدفع قيمتها فى اطار حرية السفر والتنقل والترحال، أما من ناحية التطبيق فيستطيع كل مواطن أن يكتشفها بنفسه إذا فكر فى السفر، فسيحصل على درس عملى على أنه ليس كل ما يتمناه يدركه، خذ عين موظف التذاكر ولا تأخذ منه تذكرة واحدة، حتى ولو حجاج  الكرة الأرضية خروا لك بالدعاء بأن يجعل طابورك خفيفاً، وموظف الحجز  لطيفاً، والراجل  اللى واقف فى الكشك اللى أول الشارع يبيع التذاكر خارج التسعيرة شريفاً، تسألنى ايه حكاية الكشك بشباك التذاكر أقولك: التذاكر أصبح لها سوق سوداء تدفع تسافر، تنتظر فى الطابور ممكن بس ستجعل رحلة الحصول على تذكرة العيد أول صفحة فى مذكراتك التى ستبدأ فى كتابتها بعد المعاش ده ان عشت وخرجت من الطابور سليم، أو تم دهسك وتحولت الى المرحوم.

مازال عندى أمل فى حصول ابن جارتنا الحاجة على تذاكر سفر لأسرته، وأخشى من قسوة موظف التذاكر عندما يرد عليه اشكى مش ها سأل عليك، ابكى مش هارحم عنيك والتذاكر أمام عينيه، تتسرب الى السوق السوداء مع السريحة الذين يرفعون أسعارها للغاوى اللى ينقط بطاقيته، حتى فى الشباك يدفع المسافر ضعف ثمن التذكرة، لأنه لو طلب حجز تذكرة إلى قنا مثلاً يدفع قيمتها الى أسوان بدون أسباب مفهومة.

قلت لابن الحاجة الذى عقد العزم على التوجه الى شباك التذاكر واضح أن دعوة الحاجة كانت خالصة، واقترحت عليه أن يحجز لى معاه تذكرتين لأحد أقاربى المسافرين فى العيد ولكن مفيش نصيب لأننى نسيت أن أعطيه بطاقة الرقم القومي.

وصلت الحاجة بالسلامة الى الأراضى المقدسة، وعندما سمعت صوتها فى التليفون قلت لها أمانة عليكى يا حاجة فيه حاجة كنا ناسينها قالت أؤمر قلت لا يؤمر عليك ظالم، بس والنبى دعوة كده من القلب لرئيس السكة الحديد الجديد يكون عنده خطة لتحرك القطارات فى موعدها خاصة وانه ليس غريباً على السكة الحديد وعارف المشاكل، قال ابن الحاجة الذى خطف التليفون قبل أن تنتهى المكالمة، والنبى يامه دعوة منك أن تنتظم حركة القطارات ومتتعطلش ويصل بنا القطار فى موعده وليس بعد العيد، ردت أمه الحاجة يوصلكم بالسلامة، ويكفيكم شر حوادث القطارات، وخلى بالك من العيال واقرأ المعوذتين عندما تصلوا الى العياط.

رد ابنها عياط ايه يامه افتكرى حاجة حلوة، قالت له باقولك محطة  العياط مش العياط.

وانقطعت السكة، اتصلت الحاجة قالت لابنها الخط قطع من عندك رد ابنها لا اله الا الله.